آخر تحديث :الخميس-14 أغسطس 2025-10:45ص
اخبار وتقارير

الدكتور محمد الحسامي يكتب في نافذة اليمن .. التمرد الإيجابي

الدكتور محمد الحسامي يكتب في نافذة اليمن .. التمرد الإيجابي
الأربعاء - 01 مايو 2019 - 06:49 م بتوقيت عدن
- عدن - نافذة اليمن .. الكاتب الدكتور / محمد حميد غلاب الحسامي

القراء الكرام....

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وأسعد الله كل أوقاتكم جميعا أينما وكيفما كنتم.

أما بعد :

ليكن معلوما :

بأن عملية التمرد الإيجابي، وعيا قبل سلوكا، على القدسيات الزائفة والمزيفة...، وعلى المفاهيم الخاطئة والمقلوبة السلبية ،التي شكلت وعي التخلف وشكل وتشكل وفقا لها وعلى أساسها وفي إطارها وفي رعايتها وتحت كنفها ذلك الوعي.. المتحكم بنا والمسيطر علينا والمسير لنا كأمة، أفرادا ونخبا ومكونات مختلفة، والسبب الرئيسي لما نحن فيه.. وعليه.. ،تعتبر المقدمة الأولى وحجر الأساس لإحداث وبلورة ثورة فكرية تنويرية عبر القيام بعملية تفكيكية لذلك الوعي.. بمكوناته المختلفة، تعيدها إلى مسارها الصحيح والسليم والسوي، وتشكل منطلقا جديدا نحو تنوير ذلك الوعي.. وصولا الى وعي التنوير...

ذلك الوعي، وعي التخلف، الذي أنتج تلك الصورة النمطية السلبية تجاه بعضنا البعض،ثقافة وأفكارا ومعتقدات وكذلك سماتا وخصائصا ومظاهرا.. إلخ، بما أنتجته تلك الصورة.. ونتج عنها من صراعات عصباوية ضيقة ومقيتة فيما بين المكونات الاجتماعية المختلفة لأمتنا..، بما لذلك الصراع من نتائج كارثية وخيمة عليها...

وبأن القيام بتلك العملية، عملية التمرد الإيجابي، ليست بالأمر السهل والهين ،خاصة بما تتطلبه من تمرد على الذات أولا، وعييا نفسانيا وثقافة وأفكارا ومعتقدات قبل سلوكيات وتصرفات، وذلك عبر النقد الذاتي نقدا بناء إيجابيا والغوص في عمق اعماق الذات، وبأن التمرد المادي هو اسهل التمردات اما التمرد الوعيي النفساني فهو ليس بالأمر السهل والهين والبسيط..

هذا أولا

ثانيا :

إننا كأمة، أفراد ومكونات مختلفة، نملك موروثا وعييا ونفسانيا سلبيا متجذرا عبر قرون طويلة وليس التمرد عليه والخلاص منه والتحرر منه ومن نتائجه وتبعاته بذلك الأمر السهل والهين والبسيط...

القراء الكرام...

ازاء ذلك كله فإنه ليس باستطاعة كل فرد القيام بتلك العملية، عملية التمرد الإيجابي، إنما يجب بأن تتوفر عدة شروط في من يقوم بتلك العملية..، لعل ابرزها وأهمها الجراءة والشجاعة الكاملة فيه، والإرادة القوية والعزيمة الصلبة والاصرار الذي لا يمل أو يكل أو يتخاذل، والاستعداد لتحمل تبعات ما يقوم به، حتى لو اقتضى ذلك التضحية بالنفس في سبيل ذلك، وكذلك أن يمتلك عقلية نقدية فاعلة، والأهم من كل ذلك الشعور والاحساس بالحاجة الماسة والضرورة القصوى والرغبة الجامحة للقيام بذلك...

فالشعور والاحساس بالحاجة الماسة والضرورة القصوى والرغبة الجامحة، وعيا قبل سلوكا، للقيام بأي شيء يولدان الإرادة التي بدورها تولد الحركة المتمثلة بالفعل والعمل ومن ثم الإنجاز....

القراء الكرام....

إن طبيعة الإنسان الفرد والإنسان المجتمع عموما تتوجس وتخاف من أي شيء جديد، مهما كان ذلك الجديد فيه من الأشياء الإيجابية الكثيرة العائدة عليها، وتقف في وجهه مع كل القوى الأخرى التي ترى فيه تهديدا لمصالحها، خاصة وأنها قد الفت على حياتها التي تحياها، حياة الذل والخنوع والاستكانة والرضوخ وتقبل الأمر الواقع مهما كان سلبيا، بمعنى حياة العبودية سواء كانت طوعية أو قسرية، فما بالها والحال الذي هي فيه وعليه كذلك، بأن يكون ذلك الجديد غير واضح تشوبه الضبابية والغموض في الرؤية والأهداف والغايات، وقبل ذلك فيمن يقومون بذلك...، خاصة ان ذلك الجديد يهدد مقدساتها...!!! ويمسها بصورة مباشرة كما تعتقد هي ذلك...

القراء الكرام....

إننا كأمة نمر في مرحلة مفصلية من تاريخها تهدد كيانها وتنذر بانقراضها، كما يحلو للبعض توهم ذلك والحلم به،..

لذلك وجب على كل فرد من أفرادها العمل على القيام بتلك العملية، عملية التمرد الإيجابي، كل بحسب قدرته وقدراته وامكانياته وبحسب موقعه وصفته، وذلك حتى يكون لنا شرف المساهمة في ذلك، مالم فإن الأجيال القادمة هي من سوف تقوم بذلك ولن يكون لنا الشرف في المساهمة في تلك العملية...

فأمتنا لنم تنقرض ولن تنقرض...

بكم.. يتجدد الأمل.. ويتحقق

.......

#نحو-حركة-نهضوية-عربية-جديدة

إن غدا لناظره أقرب وأفضل

دعوها فإنها مأمورة