آخر تحديث :الجمعة-17 مايو 2024-03:32ص

اخبار وتقارير


الدكتور محمد الحسامي يكتب في نافذة اليمن .. سيكولوجية الإنسان المتمرد إيجابيا

الدكتور محمد الحسامي يكتب في نافذة اليمن .. سيكولوجية الإنسان المتمرد إيجابيا

الخميس - 02 مايو 2019 - 04:32 م بتوقيت عدن

- عدن - نافذة اليمن .. الكاتب الدكتور / محمد حميد غلاب الحسامي

القراء الكرام..

السلام عليكم جميعا ورحمة الله وبركاته وأسعد الله كل أوقاتكم أينما وكيفما كنتم.

أما بعد :

تحدثنا وبشكل موجز في مقال يوم أمس حول عملية التمرد الإيجابي، وقلنا بأنه ليس باستطاعة أي إنسان أن يكون متمردا إيحابيا، فذلك الإنسان حتى يستطيع بأن يكون ذلك المتمرد الإيحابي لابد بأن تتوفر فيه عدة سمات وصفات وخصائص حتى تؤهله لأن يكون كذلك...

هذه الصفات والسمات والخصائص في حال توفرها لا تتوفر في أي إنسان، إنما في قلة قليلة منهم، وقد يكونوا معدودين في أي مجتمع أو شعب أو أمة....

لذلك فإن السؤال الذي يطرح نفسه هنا هو :

ماهي تلك السمات والصفات والخصائص التي يجب توفرها في ذلك الإنسان المتمرد إيحابيا، ومتى يعتبر ذلك التمرد تمردا إيجابيا؟

بمعنى أخر :

ماهي سيكولوجية الإنسان المتمرد إيجابيا؟

متابعي الكرام....

إن تلك السمات والصغات والخصائص التي تتوفر في الإنسان حتى يكون متمردا إيجابيا وقادرا على فعل ذلك والقيام به، وبشكل موجز ومختصر ومبسط وبلغة بسيطة غير معقدة ومتواضعة، وبحسب الأرضية المعرفية المتواضعة لكاتبها، هي :

# ان يكون ذلك الإنسان.. إنسانا إنسانيا، يحترم الإنسان كونه إنسانا أينما وجد وكيفما كان وحيث ما حل وارتحل وحق الطبيعي في الحياة الحرة الكريمة دون أي اتتقاص منها ولها مهما كانت عقيدته ودينه ولونه ونوعه ومكانته الاجتماعية والاقتصادية والسياسية والطبقية والفئوية... إلخ، ومهما كانت جنسيته وموطنه الطبيعي... إلخ

# ان يحمل ذلك الإنسان... وعيا أخلاقيا بكل سماته وخصائصه ومظاهره، بما ينتج عن ذلك الوعي الأخلاقي من سلوكيات وتصرفات أخلاقية من قبله وكل ما يقوم به ويفعله في حياته اليومية، سواء في علاقته مع نفسه أو في علاقاته مع الأخرين المحيطين به ومع الأخر الإنسان أينما وجد وكيفما كان... إلخ

بحيث يتعامل مع الرذيلة كونها صفة ممقوتة في جوهرها وذاتها مهما كان مصدرها ومنبعها ومنبتها، ومهما كان الممارسين لها..  والفاعلين لها... والقائمين بها..... إلخ

# ان يكون ذلك الإنسان... إنسانا حساسا شعوريا ومرهفا وجدانيا تجاه أي قول أو فعل أو عمل أو سلوك أو تصرف من شأنه الحاق الأذية بأي إنسان أينما وجد وحيثما كان وارتحل، مهما كانت تلك الأذية في درجتها وحدتها وحجمها وكبرها وصغرها، ومهما كان مصدرها ومنبعها ومنبتها، ومهما كان الممارسين لها.. والفاعلين.. والقايمين..... إلخ

# ان تكون عقلية ذلك الإنسان... عقلية نقدية فاعلة ومنفعلة، ترفض التقليد السيء وتمقته وترفض الاتباع الأعمى لما يحيط بها ومن يحيط بها، وتسعى جاهدة لتغيير ذلك..... إلخ

# ان يكون ذلك الإنسان... إنسانا مثقفا إنسانيا كبيرا بكل سماته وصفاته وخصائصه ومظاهره، وبكل الأدوار والمهام المناطة به...، يحلق عاليا في الفضاء الإنساني الاوسع والارحب للإنسان وللإنسانية جمعاء، بعيدا كل البعد عن الانغلاق في المدى الضيق للعصبيات الضيقة والمقيتة، وعيا وثقافة وأفكارا وسلوكيات وتصرفات.....إلخ.

# ان يمتلك ذلك الإنسان... الشجاعة الكاملة والجراءة القوية للقيام بذلك...، وان يمتلك الإرادة القوية والعزيمة الصلبة والاصرار الفولاذي للقيام بذلك مهما كانت العراقيل والصعوبات الجمة والخطيرة التي تعترضه وتقف حجرة عثره أمامه، ومهما كانت تكلفت ذلك عليه، فهو إنسانا مغامرا لدرجة قصوى..... إلخ.

# ان يكون مصدر ما يقوم به ذلك الإنسان...والمحرك الأساسي له مصدرا ومحركا انانيا ذاتيا بحتا، طبعا هذا لا يعني بأن مصالح الأخرين لا تؤخذ بعين الاعتبار من قبله، باحثا عن ذاته الحقيقية وساعيا لإكتشافها ومعبرا عنها، فهو بدون ذلك لن يقوم بأي تمرد إيجابي إذا لم يحس ويشعر احساسا وشعورا حادا بأهمية القيام بذلك التمرد... وبأنه شخصيا بأمس الحاجة إلى القيام بذلك... إرضاء لذاته ونفسه في المقام الأول..إلخ

# ان يكون ذلك الإنسان... إنسانا حرا ومتحررا من كل اشكال واصناف وأنواع وصور العبودية، وكافرا بكل الصنميات وصابئا بها، خاصة وفي مقدمتها تلك الصنميات الايدلوجية المقيتة..... إلخ.

# ان يكون ذلك الإنسان...متحررا ومتخلصا من كل القدسيات والمقدسات والقداسات الزائفة والمزيفة... ومن كل تلك المفاهيم الخاطئة والمقلوبة... وواعيا لها ومؤمنا بقدرته على تصحيحها وإعادتها إلى جادة الصواب، متسلحا بالفكر التنويري وبالثقافة الإنسانية النبيلة وبالوعي الأخلاقي كمحرك أساسي ووحيد لذلك...، مدركا خطورة ما يقوم به والصعاب والعرقيل التي تقف أمامه وتعترضه..... إلخ.

# ان تكون لدى ذلك الإنسان... الرؤية الواضخة لكل ما يقوم به ولكل الظروف المحيطة به...، وان يستطيع ان يحدد تحديدا دقيقا متى يمكنه الوقوف وبحزم والقول "لا"،ومتى يمكنه فعل العكس من ذلك....إلخ.

القراء الكرام.....

تلك وباختصار شديد أهم السمات والصفات والخصائص الواجب توفرها أو بعضا منها في ذلك الإنسان المتمرد إيجابيا، طبعا من وجهة نظري الشخصية المتواضعة...،....

فمن يرى في نفسه جلها فهو متمردا إيحابيا في ذاته، وما عليه إلا تحويل ذلك التمرد إلى أرض الواقع...، فقد آن الأوان لذلك... وحان

أما من يرى في نفسه بعضا منها بدرجة أقل أو أكثر، فما عليه إلا استكمال ذلك....

بكم.. يتجدد الأمل.. ويتحقق

........

#نحو-حركة-نهضوية-عربية-جديدة

إن غدا لناظره أقرب وأفضل

دعوها فإنها مأمورة