عكست سلسلة التفجيرات المتزامنة التي شهدتها تونس، أمس، كمّ التهديدات والتحديات التي تواجهها منطقة شمال أفريقيا بصفة خاصة، باعتبارها مستهدفة من قبل التنظيمات الإرهابية خلال الفترة المقبلة، لا سيما بعد دحر تنظيم داعش الإرهابي في كل من سوريا والعراق، ما دفع محللين - وبناءً على المعطيات السياسية والأمنية الراهنة- إلى التنبؤ بأن القارة السمراء ستكون محطة تلك التنظيمات التالية، بخاصة منطقة شمال أفريقيا، على أن تكون الساحة الليبية نقطة الارتكاز الرئيسة لتلك التنظيمات، في ضوء توافر المقومات والبيئة الخصبة لاحتضان تلك العناصر.
المحطة القادمة
يقول الباحث المصري المتخصص في شؤون الحركات المتطرفة والإرهاب الدولي، منير أديب، إن «أفريقيا عموماً قد تكون المحطة القادمة لداعش، بعد تحرير الرقة والموصل، والشمال الأفريقي بشكل خاص، ربما تكون أعين هؤلاء المتطرفين على هذه المنطقة من القارة على وجه التحديد، فهؤلاء يجدون في هذه المنطقة بيئة خصبة لوجودهم».
وأفاد، في تصريحات لـ «البيان» من القاهرة، بأن «هذه المنطقة تشهد إما فوضى أو حالة ضعف في الأنظمة السياسية، إضافة إلى العوامل الاقتصادية، وارتفاع معدلات الفقر»، مستدلاً بالمشهد السياسي الليبي، وهو مشهد مفكك للغاية.
وأكد أن «دول المغرب العربي بكاملها مهددة»، لافتاً إلى أن «أفريقيا كانت وما زالت بعد الإعلان عن تطهير آخر جيب في سوريا من داعش في مارس الماضي، الوجهة المتوقعة للتنظيم».
هدف قديم
قال الباحث المتخصص في شؤون الجماعات التكفيرية، خالد الزعفراني، إن «منطقة شمال أفريقيا هي هدف قديم ومستهدف من داعش والجماعات التكفيرية المختلفة، منذ بداية انتشار الإرهاب في المنطقة كلها»، لافتاً إلى أن «تركيا سمحت للعناصر والجماعات الإرهابية، بأن تخرج بسلام وأمان من مناطق كثيرة، مثل الرقة، وتتجه إلى الشمال الأفريقي، وكان هدفها أن تتجه إلى مصر، لكن لصعوبة دخول مصر، اتجهت تلك العناصر للشمال الأفريقي».