آخر تحديث :الأحد-19 مايو 2024-12:07ص

اخبار وتقارير


الدكتور محمد الحسامي يكتب في نافذة اليمن .. في عمق الهزات الفكرية

الدكتور محمد الحسامي يكتب في نافذة اليمن .. في عمق الهزات الفكرية

الجمعة - 12 يوليه 2019 - 08:45 م بتوقيت عدن

- عدن - نافذة اليمن .. الكاتب الدكتور / محمد حميد غلاب الحسامي

 

القراء الكرام....

إن ظاهرتي الاستبداد والاستعباد, المعنوية منها والمادية, الروحية منها والجسدية, في أي مجتمع من المجتمعات أو أي بلد من البلدان أو أية أمة من الأمم المتخلفة والجاهلة, والتي تجذرت في الوعي واللاوعي الجمعي الاجتماعي عموما والنخبوي خصوصا لتلك المجتمعات...وذلك بفعل عوامل عديدة ومتنوعة, ذاتية منها وغير ذاتية ,موروثة منها و غير موروثة, والتي شكلت العمود الفقري للأنظمة الاستبدادية الشمولية التسلطية والطغيانية الحاضرة لكي تستمر في وجودها وقوة تأثيرها ومن ثم صعوبة التخلص منها, وما كان لتلك الأنظمة. ..ان تكون كذلك...لولا وجود موروث فكري سلبي متجذر في ذلك الوعي واللاوعي...وتلك العقلية...,متمثلا ذلك بمفاهيم مقلوبة ومغلوطة وخاطئة حول السلطة ورئيسها ,وحول الدولة وماهيتها ودورها..,وحول طبيعة العلاقة بين أفراد المجتمع ومكوناته المختلفة...وبين تلك السلطة وتلك الدولة, باعتبار تلك العلاقة, علاقة التابع والمتبوع ,علاقة الطاعة العمياء والولاء المطلق, علاقة الراعي والرعية, علاقة المعطي بمنة منه وبهبة والمتلقي بشكر وبحمد, وليست علاقة الفاعل والمشارك, وعلاقة أنت وأنا, وأنا وأنت, علاقة المواطن والحاكم...إلخ.

وقبل كل ذلك تلك المفاهيم الخاطئة والمقلوبة والمغلوطة حول الإنسان الفرد والإنسان المجتمع ودوره ,وقبل ذلك حريته.

........

وعليه :

فإن تلك المجتمعات المتخلفة والجاهلة في أمس الحاجة إلى سلسلة متتالية ومتتابعة للعديد من الهزات الفكرية لكي تخرج ذلك الخبث- بفتح الخاء- المتراكم وتلك التصورات الخاطئة للحياة برمتها, وتلك المفاهيم المقلوبة والمغلوطة والخاطئة التي تمس جوهر الحياة في تلك المجتمعات...,والتي تراكمت على عقولها وأفكارها عبر قرون طويلة , ومن ثم شكلت صدأ حديديا عليها يصعب التخلص منه وازالته إلا عبر تلك الهزات...وذلك بغرض إعادة إكتشاف الجوهر الحقيقي لتلك الأفكار وتلك العقلية. ..,تعيد من خلال تلك الهزات...إكتشاف إنسانية,, الإنسان الفرد أولا والإنسان المجتمع ثانيا, فيها. ومن ثم تستطيع تلك المجتمعات...التخلص من ظاهرتي الاستبداد والاستعباد وأن تكون جزءا فاعلا بإيجابية مع غيرها من المجتمعات المتحضرة والمتقدمة.

والسؤال الذي يطرح نفسه هو :

من هم المؤهلون والقادرون والذين تقع عليهم المسؤولية في المقام الأول في تلك المجتمعات لإحداث تلك الهزات الفكرية فيها؟!!!

الجواب وبلا شك ,إنهم أولئك المثقفون الإنسانيون الكبار الذين أشرت إليهم سابقا عبر هذه النافذة، نافذة اليمن،....

...............

#الخلاصة :

إن تلك المجتمعات المتخلفة والجاهلة لا يمكن لها بأن تخرج مما هي فيها وعليها....إلا بإحداث سلسلة من الهزات الفكرية....والتي يكون الهدف الأسمى والغاية العظمى لها هو,,الإنسان الفرد أولا والإنسان المجتمع ثانيا,, عبر الانتصار الحقيقي لحريته وكرامته.

فحرية الإنسان هي الشرط الأساسي والجوهري الأول لضمان كرامته وإنسانيته وآدميته....

بكم..يتجدد الأمل..ويتحقق