آخر تحديث :الجمعة-03 مايو 2024-05:21م

اخبار وتقارير


الدكتور محمد الحسامي يكتب في نافذة اليمن .. في عمق مهام المعارضة ودورها الحقيقي

الدكتور محمد الحسامي يكتب في نافذة اليمن .. في عمق مهام المعارضة ودورها الحقيقي

الخميس - 18 يوليه 2019 - 04:55 م بتوقيت عدن

- عدن - نافذة اليمن .. الكاتب الدكتور / محمد حميد غلاب الحسامي

 

القراء الكرام...

إن المهمة الحقيقية لأية معارضة في أي بلد من البلدان, متحضرة كانت أم متخلفة وجاهلة, هي :

أولا : فيما يخص علاقاتها مع السلطة الحاكمة:

....يتمثل ذلك في مراقبة السلطة الحاكمة, مستبدة كانت أم غير مستبدة, في كل ما تقوم به وتفعله تجاه الوطن بأرضه وإنسانه ومن ثم الأخذ بيدها والعمل معها ,عبر النصح والمشورة ,ومساندتها ومساعدتها إن كان ذلك العمل الذي تقوم به وتفعله ,إيجابيا,,

 أو الوقوف ضدها والعمل على الحد من تصرفاتها ومنعها من القيام بذلك إن كان ذلك العمل الذي تفعله وتقوم به ,,سلبيا,,

حتى أنها تشكل في بعض البلدان ما يسمى ب, حكومة الظل, من القيام بذلك وتكون مستعدة لكي تحل محل تلك السلطة. ..في حال غيابها لأي سبب من الأسباب.....إلخ.

ثانيا : فيما يخص علاقاتها مع الشعب :

.....يتمثل ذلك من خلال القيام بدورها التوعي والإرشادي في أوساط المجتمع عبر توعية الشعب بحقوقه القانونية وبواجباته والعمل على رفع الوعي واللاوعي الجمعي الإجتماعي بتلك الحقوق وبتلك والواجبات بحيث يصبح ذلك الوعي وعيا إيجابيا مجتمعيا, لأن ذلك الوعي الإيجابي بتلك الحقوق وبتلك الواجبات هو المانع الحقيقي لأى إجراء تقوم به أي سلطة يتنافى ويتعارض مع مصالح الشعب وحقوقه, ومن ثم العمل معه وبه على انتزاع السلطة من أيادي أولئك الذين انحرفوا عن الطريق وغلبوا مصالحهم الشخصية الضيقة على المصلحة العليا للوطن بأرضه وإنسانه, سواء كانوا أفرادا أم جماعات أم طوائف أم فئات أم أحزاب ....الخ, ومن ثم تسليم تلك السلطة المنتزعة إلى الشعب.....,

بحيث تكون تلك المعارضة أولا المضحين وآخر المستفيدين. ..إلخ.

وعليه:

فإن هناك فرقا كبييرا وكبييرا بين معارضة تعبر عن الشعب وآماله وتطلعاته ....وتسعى جاهدة لإنتزاع السلطة من يد الحاكم المستبد وتسليمها له-اي للشعب- وتكون مستعدة للتضحية في سبيل ذلك بكل ما تملك ومنها الأرواح,

 وبين معارضة تريد من الشعب أن يعبر عن تطلعاتها وآملها في الوصول للسلطة وتريد منه -أي من الشعب- أن ينتزع تلك السلطة من الحاكم المستبد ويضحي في سبيل ذلك من أجل أن يسلمها السلطة التي انتزعها, لتكون بديلا لتلك السلطة, شكلا لا جوهرا, شخوصا لا كيفية ومنهجا, .

..........

#الخلاصة :

إنه يجب على المعارضة. .بأن تعي دورها ومهامها الحقيقية تجاه السلطة الحاكمة وتجاه الشعب وقبل ذلك تجاه الوطن بأرضه وإنسانه وتجاه بعضها البعض وأن تترفع عن تلك المناكفات والاختلافات فيما بينها وتكف عن كل ذلك ,

وأن عليها بأن تغلب المصلحة الوطنية العليا وقدسية تراب الوطن وكرامة أبناءه على مصالحها الضيقة, في الوقت الذي فيه الوطن بأرضه وإنسانه في أمس الحاجة إلى ذلك ,

أقول :

بدون ذلك كله وبدون محاسبة نفسها على ما اقترفته وتقترفه بحق الوطن بأرضه وإنسانه وإعادة الإعتبار لدورها الحقيقي ومهامها الحقيقية...فإنها تكون بذلك قد حكمت على نفسها بالزوال وستجني خيباتها وحدها وسوف تصبح وصمة عار في تاريخ الوطن ,مثلها مثل من أوصل هذا الوطن بأرضه وإنسانه إلى ما هو فيه وعليه. ........إلخ,

وسيذهبون جميعا إلى مزبلة التاريخ غير ماسوفا عليهم جميعا, معارضة وسلطة, .

أما الوطن بأرضه وإنسانه فسوف يظل حيا شامخا إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها وهو كفيل بأن ينجب من يخرجه مما هو فيه وعليه, طال الزمن أم قص,شاء من شاء وأبى من أبي.

بكم..يتجدد الأمل..ويتحقق