القراء الكرام..
إن من يعيش العبودية ,قولا وسلوكا, لا يمكن له بأن يعطي دروسا في الحرية أو أن يكون رمزآ لها.
إن من يمزق الوحدة الوطنية, جغرافيا, لا يمكن له بأن يعطي دروسا في الوحدة العربية أو الإسلامية,
إن من يمزق الوحدة الوطنية والنسيج الإجتماعي, إنسانا, لا يمكن له بأن يعطي دروسا في التآخي والتآلف بين أبناء الوطن الواحد.
إن من يعيش وينغمس في الفساد من قمة رأسه حتى اغمص قدميه, لا يمكن له بأن يعطي دروسا في النزاهة والشفافية.
إن من تكون ثقافة الموت هي سلوكه وأقواله ,لا يمكن له بأن يعطي دروسا في الحياة وحبها والحفاظ عليها.
إن من يكون سببا رئيسا في المشكلة, لا يمكن له بأن يكون جزءًا من الحل لها .
إن من تلطخت يداه بدماء أبناء وطنه وجلدته, لا يمكن له بأن يعطي دروسا في حرمة وطهارة الدم الوطني...
إن من يحتكر الحقيقة, لا يمكن له بأن يعطي دروسا في حرية الرأي والرأي الآخر.
إن من تكون ثقافته, قولا وفعلا وسلوكا, استبدادية تسلطية شمولية, لا يمكن له بأن يعطي دروسا في الديمقراطية.
إن من يفكر ويسلك وفقا للتفكير والسلوك الفرعوني ,لا يمكن له بأن يعطي دروسا حرية العقيدة والتعبير,
إن من تكون ثقافته, قولا وفعلا وسلوكا, وفقا لمنهج, المال مال الله وأنا خليفته في الأرض, أعطيه من اشاء واحرمه عمن اشاء ,لا يمكن له بأن يعطي دروسا في احترام قدس المال العام ومن ثم التوزيع العادل له...
إن استمرارية ظاهرتي الاستبداد والطغيان وسيطرتهما وتحكمها على المجتمعات المتخلفة لفترات طويلة من الزمن دون إحداث أي تغيير في ذلك, ما هو إلا انعكاس حقيقي وطبيعي لسيطرة العقلية والأفكار الاستبدادية الطغيانية ليس على عقول وأفكار القوى الاستبدادية الطغيانية فقط وإنما لسيطرتها كذلك على معظم العقل والوعي الجمعي الإجتماعي والنخبوي فيه ابتدأ من الفرد والأسرة تصاعديا حتى تصل إلى رأس الهرم الاستبدادي التسلطي الطغياني والتي سمح لها بالإستمرار ية والبقاء أطول فترة ممكنة, إذ لا يمكن للمجتمعات المتحضرة والتي تملك الوعي التحرري بأن تسمح لظاهرتي الاستبداد والطغيان بالبقاء إذا ما حدث أن تمكنت تلكما الظاهرتان من الوصول إلى قمة الهرم السلطوي فيها بحيث تنبذهما وتتلخص منهما في أقرب فرصة ممكنة ومتاحة.
وعليه فإن مهمة النخبة التغييرية في المجتمعات المتخلفة تكون بالغة الصعوبة في إحداث التغيير المناط بها نحو الأفضل في تلك المجتمعات المتخلفة ولها.
يقول جون لوك في كتابه -في الحكم المدني -:
(ليس للطغيان صورة واحدة. ..فمتى استغلت السلطة لإرهاق الشعب وإفقاره تحولت إلى طغيان،أيا كانت صورته ....!!).
وأخيرا وليس آخرا,
ان من يسطو على الحكم بأية وسيلة كانت ويحتكره له حتى ولو كان ذلك على حساب الوطن - أرضا وإنسانا -, لا يمكن له بأن يعطي دروسا في التداول السلمي للسلطة وإحترام سيادة الوطن..
بكم..يتجدد الأمل..ويتحقق