آخر تحديث :الجمعة-03 مايو 2024-02:36ص

اخبار وتقارير


الدكتور محمد الحسامي يكتب في نافذة اليمن .. في عمق ظاهرتي العبودية والحرية

الدكتور محمد الحسامي يكتب في نافذة اليمن .. في عمق ظاهرتي العبودية والحرية

الجمعة - 15 نوفمبر 2019 - 06:09 م بتوقيت عدن

- عدن - نافذة اليمن .. الكاتب الدكتور / محمد حميد غلاب الحسامي

القراء الكرام....

 ليكن معلوما بأن :
-هناك عبودية طوعية وطاعاتية,وعيا عبوديا بكل مكوناته وبكل صوره من ثقافة وفكر وعقلية...,ومن ثم بكل ما ينتج عنه من أقوال وأفعال وسلوكيات وتصرفات..وبكل ما يترتب عليه...
وهذه العبودية تكون عبودية جسدية وروحية...,وهي عبودية مركبة..
وينطبق على منهم عليها قول أفلاطون : لو أن السماء أمطرت حرية لرأيت أو لوجدت بعض العبيد يرفعون المظلات....
-وهناك عبودية إجبارية...,وهي تكون عبودية جسدية..,أما روحا..فلا,وهي عبودية بسيطة في الجانب الجسدي فيها,وهي التي يقول فيها أمير الشعراء العرب أحمد شوقي :
وللحرية الحمراء باب....إلخ.
وبالمقابل :
-هناك حرية,والتي تعني التحرر والتخلص من كافة قيود واغلال وروابط العبودية..وتكسيرها، وهي تعني الخلاص والقضاء على ذلك" النظام العبودي" الاستبدادي الاستعبادي التسلطي والطغياني، بكل سماته وخصائصه ومظاهرة ونتائجه...، المسيطر على الوعي الجمعي الاجتماعي عموما والنخبوي منه على وجه الخصوص والمتحكم به وفيه والمسير له، إبتدأ من الوحدة الأولى للمجتمع البيت مرورا بالأسرة لتتسلسل عموديا حتى رأس هرم السلطة في البلد، ولتتوسع افقيا، طولا وعرضا، لتثمل وتعم كل مكونات المجتمع المختلفة...
إن الحرية...والحصول عليها ليست مسألة سهلة وبسيطة، ولا يقدر على ذلك إلا فئة قليلة من أفراد المجتمع ممن شعروا واحسوا شعورا واحساسا حقيقيين بأنهم في أمس الحاجة إليها، وممن أمتلكوا الشجاعة الكافية والعزيمة القوية والإرادة الصلبة الفولاذية في سبيل الحصول عليها....
أولئك الذين يفضلون الحرية..والعيش فيها وبها وتحت كنفها وفي رعايتها، مهما كانت محفوفة بالمخاطر، ومهما كلفهم ذلك، وذلك عن الخنوع والاستكانة والاستسلام المذل والمهين للواقع العبودي...، وعن الأمن والاستقرار المزفين المكبلان بالعبودية.....
أولئك الذين يجدون ذاتهم وذاتيتهم وأنفسهم في الحرية...وليس في شيء أخر....
أولئك المتمردون على الواقع العبودي...والساعون لتغييره.....
أولئك " المثقفون الإنسانيون الكبار" بمجمل سماتهم وخصائصهم ومهامهم وأدوارهم.....الذين يصنعون الحرية...ولا ينتظرون الحصول عليها كهبة من احد....
فالحرية...تنتزع....لا تستجدى.....
فالشعور والاحساس بالحاجة إليها، وعيا قبل سلوكا، يولد الرغبة الجامحة بالحصول عليها، تلك الرغبة الجامحة تولد ويتولد عنها تلك الشجاعة..وتلك العزيمة..وتلك الإرادة...، بما ينتج عن ذلك كله من ردة فعل حقيقية تجاه تلك العبودية...، ليتحول ذلك أخيرا إلى فعل وواقع ملموس ومعاش...
-وهناك خوف من الحرية وذلك من قبل المعنيين بها,ذلك الخوف الذي يعتبر أشد خطرا وأعظم أثرا عليها من ظاهرة العبودية...، وذلك لما تقتضية وتتطلبه الحرية...من تضحيات جسام في سبيل الحصول عليها، ولما تفرضه من مسؤوليات جسام في حال الحصول عليها...
-وهناك أيضا خوف من الحرية من قبل المتضررين منها في حال الحصول عليها,وذلك لما ينتج عنها في حال الحصول عليها من تهديد خطير وإزالة للمصالح الضيقة لأولئك الذين وجدوا في ذلك " النظام العبودي" ضالتهم ومصالحهم ومآربهم، وكذلك تسلطهم على الأخرين..واستعبادهم.....
هذا من جهة
ومن جهة أخرى لما تمثله من زعزعة أمن واستقرار أولئك الغالبية العظمى من العامة الذين وجدوا في ظاهرة العبودية، خاصة إذا كانت طوعية، استكانة وهدوءا نسبيا في حياتهم، ولأن تلك العبودية تعفيهم من تحمل أية مسؤلية وتبعات...!
بكم..يتجدد الأمل..ويتحقق
.......
#نحو-حركة-نهضوية-عربية-جديدة
إن غدا لناظره أقرب وأفضل 
دعوها فإنها مأمورة