آخر تحديث :الجمعة-19 أبريل 2024-12:59ص

في عمق الوعي النمطي (7)

الأحد - 06 يناير 2019 - الساعة 07:03 م

د . محمد حميد غلاب الحسامي
بقلم: د . محمد حميد غلاب الحسامي
- ارشيف الكاتب


 

سابعا : أخيرا وليس آخرا :

تأتي هذه السلسلة من مقالاتي المتواضعة بعنوان " في عمق الوعي النمطي " في سياق متواصل ومتصل مع سلسلة أخرى والتي من ضمنها "في عمق الوعي السياسي " و " في عمق الوعي الأخلاقي " وكذلك سلسلة " في عمق صناعة الوعي الإيجابي "، وبالرغم من أنني أكتب ذلك وأخطه وفقا وعلى أساس، أن من لا وطن له ولا إنسانية له فإن الكتابة هي وطنه وإنسانيته، لذلك فإنني ومن خلال ذلك أبحث عن وطن مسلوب وعن إنسانية مقهورة ومهدورة، إلا أنني أتمنى بأن يكون ما أخطه وأكتبه بمداد آلامي واوجاعي واحزاني وآمالي وأحلامي وطموحاتي وأقوم بنشره هنا وهناك سوف يساهم ولو بقدر بسيط وضئيل في صناعة وعي إيجابي على طريق تنوير الوعي وصولا إلى " وعي التنوير ".

لذلك أقول عزيزي القارئ :
إن من يمتلك وعيا سياسيا سلبيا لا يمكن له إلا أن يتعامل مع الآخرين ومع بلده" سياسيا" بالانتهازية ووفقا لها وعلى أساسها، باعتبار أن السياسة لا أخلاق لها وفيها وبأن " الغاية تبرر الوسيلة " وفقا للقاعدة الميكافيللية...

إن من لا يكون "الوعي الأخلاقي " هو ركيزته التي يرتكز عليها وقاعدته التى يبني عليها ووسيلته التي ينطلق بها وهدفه وغايته التي يأمل الوصول إليها، لا يمكن له بأن يمثل مشروعا أخلاقيا وقييميا ولا يكمن له بأن يكون قدوة للقيم الإنسانية الأخلاقية ونبراسا لها...

إن من يكون "الوعي السلبي " مسيطرا عليه ومتحكما في أقواله وأفعاله وسلوكياته وتصرفاته، لا يمكن له بأن يكون مساهما في عملية " صناعة الوعي الإيجابي " ومشاركا فيها وشريكا...

إن من يكون " الوعي النمطي السلبي " متمثلا بالصورة النمطية السلبية تجاه الآخر المغاير..مسيطرا عليه ومتحكما، قولا وعملا وسلوكا وتصرفا ونظرة إلى الآخر المغاير...، لا يمكن له إلا أن يكون شوفينيا متعصبا وعنصريا بغيضا ومقيتا، ولا يمكن له بأن يكون إنسانيا بالمعنى الأعم والأشمل للإنسانية جمعاء، ففاقد الشيء لا يعطيه،..

إن من يكون " الوعي النمطي السلبي " متمثلا بالصورة النمطية السلبية تجاه الآخر المغاير..مسيطرا عليه ومتحكما، قولا وعملا وسلوكا وتصرفا ونظرة. لا يمكن له إلا أن يكون ناكرا ومتنكرا ومنكرا بل وجاحدا وكافرا بأبويتنا الآدمية ومن ثم بخالقه..

إن من يكون كل ذلك..وأكثر، لا أمل فيه يرجى..ولا تغيره وتغييره مما هو فيه..وعليه..تؤمل، فالطبع غلب التطبع وغالب عليه،وبأن غير ذلك ماهو إلا " وهم الأمل " أو " الأمل الموهوووووووووووووم"...

قال تعالى في كتابه الكريم :

(ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُكُم مِّن بَعْدِ ذَٰلِكَ فَهِيَ كَالْحِجَارَةِ أَوْ أَشَدُّ قَسْوَةً ۚ وَإِنَّ مِنَ الْحِجَارَةِ لَمَا يَتَفَجَّرُ مِنْهُ الْأَنْهَارُ ۚ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَشَّقَّقُ فَيَخْرُجُ مِنْهُ الْمَاءُ ۚ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَهْبِطُ مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ ۗ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ )

وقال أيضًا :
( ولو ردوا لعادوا لما نهوا عنه )
صدق الله العظيم

وعليه :

وبعد أن تطرقنا عبر هذه السلسلة حول الوعي النمطي السلبي تعريفا وسماتا وخصائصا ومظاهرا وأسبابا ونتائجا كارثية..إلخ، فإن السؤال الذي يطرح نفسه هنا هو :
ماهو عكس ذلك الوعي النمطي السلبي وكيف يمكن له بأن يتشكل ويشكل...إلخ؟ ؟
هذا ما سوف نحاول الإجابة عنه في سلسلة قادمة بعنوان " في عمق الوعي الأخلاقي" لنختم هذه السلسلة بالحديث عن تكوين الوعي....إلخ.
#الخلاصة :
بكم...يتجدد اللقاء...ويتحقق

 

#نعم_للدولة_المدنية_الحديثة 

إن غدا لناظره أقرب وأفضل
دعوها فإنها مأمورة