آخر تحديث :الخميس-25 أبريل 2024-08:06م

المتلازمة المثلثية الفرعونية

الأربعاء - 09 يناير 2019 - الساعة 08:38 م

د . محمد حميد غلاب الحسامي
بقلم: د . محمد حميد غلاب الحسامي
- ارشيف الكاتب


 

إننا إذا تمعنا جيدا ودققنا البحث وفقا لرؤية منهجية علمية بعيدة كل البعد عن أي شكل من اشكال التعصب... لما نحن فيه... وعليه... من وعي التخلف ووعي الظلامية ولما نحن فيه.. وعليه.. من السيطرة التسلطية على حياتنا جميعا، كأفراد ومجتمعات وأمة، من قبل تلك الأنظمة الاستبدادية الاستعبادية الشمولية التسلطية والطغيانية، والتي اصبح عصيا علينا جميعا التخلص منها والخلاص من آثارها، وعيا قبل سلوكا،لوجدنا بأن ما نحن فيه...وعليه...ما هو إلا نتاج طبيعي وحتمية تاريخية وانعكاسا حقيقيا للظاهرة الفرعونية أو ,,المتلازمة المثلثية الفرعونية,,التي سيطرة علينا جميعا وتحكمت فينا، وعيا وسلوكا، قولا وعملا،عبر تراكم زمني استمر عبر قرون ومازالت حتى الآن...،
تلك المتلازمة.... التي هي عبارة عن مثلث الاستبداد والاستعباد والتسلط والطغيان,
إحدى أضلاعه مكونا من الاستبداد والاستعباد والتسلط والطغيان السياسي ممثلا ب(فرعون) كل عصر وزمان ومكان, ليكون الضلع الثاني هو ضلع الاستبداد والاستعباد والتسلط والطغيان الإقطاعي والاقتصادي ممثلا ب(قارون) كل عصر وزمان ومكان,
وما كان لذلك المثلت..إن يكتمل ويتم ويؤتي نتائجه لولا إكتماله بالضالع الثالث الأهم وهو ضلع الاستبداد والاستعباد والتسلط والطغيان الديني!! ممثلا ب(هامان) كل عصر وزمان ومكان...،وجوهره هو التخلف والجهل والفقر والمرض.
لقد عملت تلك الأنظمة الاستبدادية الاستعبادية الشمولية التسلطية والطغيانية (الفرعونية) وعبر قرون على التحكم والسيطرة بنا جميعا، مستخدمة كل الوسائل المتاحة لها، مادية ومعنوية، في سبيل ذلك.. لكي تحافظ على بقائها وتضمن استمراريتها، وكان الاخطر من كل ذلك والأهم هو استغلالها للجانب العقائدي المتمثل بالدين حتى تعطي لنفسها شرعية سماوية مقدسة، كان لفقهاء السلطات والسلاطين الدور المهم في ذلك...،ومستغلة حالة التخلف والجهل والفقر والمرض الذي تعاني منها مجتمعاتنا، بل مكرسة لذلك ومجذرة له، رافضة وبقوة اية عملية تغييرية ..ومحاربة لها وللقائمين بها....
إن تلك المتلازمة...ليست خاصة بنا كأمة..,بل إنها وجدت في كل المجتمعات والأمم الأخرى بنسب متفاوتة...,لكن تلك المجتماعات والأمم استطاعت الخلاص منها والتخلص من آثارها ونتائجها...
أما نحن كأمة مازلنا نعاني منها وذلك لأسباب عديدة ومتنوعة.......


وعليه :
فإننا كأمة ,أفرادا ومجتمعات, لن نستطيع بأن نخرج مما أنتجته تلك المتلازمة... إلا عبر ثورة تنويرية تعمل على تفكيك ذلك المثلث وتكسير أضلاعه وبناء مثلثا جديديا بديلا له وبدلا عنه تكون أضلاعه هي ضلع الحرية السياسية وضلع الحرية الاقتصادية والثقافية, ليكتمل ويتم بضلع الحرية العقائدية, على أن تمثل العقلانية التنويرية جوهره وماهيته وكينونته, لتشكل وتتشكل أخيرا ,,متلازمة تنويرية حداثية,, ,ولن يكون ذلك ممكنا إلا إذا أمنا, وعيا قبل سلوكا بأحقية الإنسان بالحرية السياسية والاقتصادية والثقافية والعقائدية...إلخ.
ولن يكون ذلك إلا بالإنسان باعتباره الوسيلة والهدف والغاية من كل ذلك, به ولأجله ,.


#الخلاصة :
إنها عملية..صعبة وشاقة وطويلة,لكنها غير مستحيلة, وتحتاج إلى الشعور الحقيقي والإحساس القوي بالحاجة إليها, ف,,الحاجة هي وعي النقص,, كما يقول الفيلسوف الألماني هيجل, ومن ثم الرغبة الشديدة في الحصول عليها والعمل الدؤوب والتفاني في سبيل ذلك, والإيمان القوي والعزيمة الصلبة والإرادة الحديدية في ومن يقومون بذلك...,وقبل ذلك اليقين القوي بحتمية الإنجاز....
فكم من إنجاز عظيم بدأ بفكرة...