آخر تحديث :الثلاثاء-23 أبريل 2024-03:10م

الأقلام المأجورة

الخميس - 10 يناير 2019 - الساعة 05:35 م

د . محمد حميد غلاب الحسامي
بقلم: د . محمد حميد غلاب الحسامي
- ارشيف الكاتب


 

إن هناك الكثير من الأدوات التي نستخدمها في حياتنا اليومية, سواء كان ذلك الاستخدام ,استخداما إيجابيا نافعا أم استخداما سلبيا ضارا, .
فالكأس قد نشرب به دواء نافعا شافيا وقد نشرب به سما ضارا مميتا, وكذلك ,,القلم,,فقد نستخدمه استخداما نافعا للكتابة به عن هموم الأفراد والمجتمعات والأوطان والتعبير عنهم وخدمتهم, وقد نستخدمه استخداما ضارا وومميتا بحق الأفراد والمجتمعات والأوطان وذلك عبر تمجيد الظلم والظالم ,الاستبداد والاستعباد والمستبد والمستعبد, وقد يكون من أهم وأخطر الأدوات التي تستخدمها الأنظمة الاستبدادية التسلطية الشمولية الطغيانية في تبرير جبروتها وقهرها وإذلالها لتلك المجتمعات المتخلفة والجاهلة وفرض سيطرتها عليها ,وأخطر تلك الأقلام المأجورة وأشدها فتكاً وضررا هي تلك الأقلام التي تشرعن لذلك دينياً وتبرر له بمنطوق ديني ....إلخ,وذلك كله مقابل حفنة من المال ,دراهم معدودة, تلك الأقلام هي ,,الأقلام المأجورة,,.

يقول أحدهم فيها :
لا شيء أسوأ من خيانة ,,القلم,, فالرصاص الغادر قد يقتل أفرادا بينما ,,القلم الخائن,, قد يقتل أمما.
ويقول آخر :
الكاتب الأجير لا يصنع فكرا, ولا يحمي وطنآ, ولا يجلب ولاء, ولا يهيب خصما, يكتب إذا خاف وطمع, يتنكر إذا أمن وشبع.

وعليه :
فإننا في هذه المرحلة, مرحلة التيه الوطني, بأحوج ما نكون إلى تلك الأقلام الشريفة الوطنية التي تعبر عن الهم الوطني والإنساني للفرد ,والتي تعمل على مداواة الجراح والتخفيف من العذابات اليومية, تنتصر للحق وتقف معه وتعبر عنه, تنتصر للضحية من الجلاد, تعمل على إحياء الروح الوطنية للأفراد والمجتمعات, تسعى للملمة النسيج الاجتماعي الوطني بدلا من تفتيته, تحارب الطائفية والفئوية والجهوية والمذهبية. ..إلخ بكل أشكالها وأنواعها وصورها, تبني ولا تهدم , تجمع ولا تفرق,تناضل من أجل درء كل المخاطر, داخلية كانت أم خارجية,التي تهدد الوطن بأرضه وإنسانه وتدنس قدسية ترابه. .......إلخ.

وأخيرا وليس آخرا :
تكون إحدى الأدوات المهمة التي تعمل على إعادة بناء الدولة المنهارة على أسس مدنية حديثة وتحديثية بركائزها الأساسية..


#الخلاصة :
يقول تعالى في كتابه الكريم :(
( ن.والقلم وما يسطرون ) صدق الله العظيم
ويقول أكثم بن صيفي :
فالقلم أحد اللسانين .
ويقول أرسطو :
عقول الرجال تحت سن أقلامهم.