آخر تحديث :الثلاثاء-23 أبريل 2024-10:20ص

الثقافة الحقيقية

الأحد - 13 يناير 2019 - الساعة 04:34 م

د . محمد حميد غلاب الحسامي
بقلم: د . محمد حميد غلاب الحسامي
- ارشيف الكاتب




إنه وبدون الدخول في جدلية التعاريف المختلفة, فلسفية وايدلوجية ,لكلمة ,,ثقافة,, ومصادرها اللغوية واشتقاقاتها اللفظية , وبدون الدخول في تفاصيل العوامل المؤثرة في ثقافة مجتمع ما, فإنه يمكن القول إجمالا بأنها مجموعة الآراء والتصورات والأفكار والصور لفرد ما أو مجتمع ما تجاه حياته اليومية ونظرته إلى الآخر وفقا لها ومن ثم السلوكيات التي تنتج عنها, سواء كانت سلبية أم إيجابية , وعندما تكون تلك الثقافة في مجتمع ما ثقافة متخلفة ومتحجرة ومتعصبة واقصائية واختزالية وعدائية واستبدادية واستعبادية وتسلطية ,
بمعنى ,, ثقافة العصبيات,, المقيتة, في ظل هكذا ثقافة, كان لزاما بأن توجد ثقافة مغايرة لها, تكون بديلة لها, تلك هي ,, الثقافة الإنسانية,, التي يجب بأن يتصف بها ويحملها ويؤمن بها أولا أولئك الذين يسعون إلى تغيير الثقافة المتخلفة لمجتمعاتهم وبلدانهم نحو الأفضل, والتي تعتبر الثقافة الوطنية جزءا أصيلا منها, تلك الثقافة التي تؤمن بالآخر كونه إنسانا أولا, تحترم إنسانيته وتكرم آدميته وتؤمن بحريته بالاختلاف أيا كان نوعه, وتؤمن بالعيش المشترك معه في وطن واحد, تحترم خصوصيته وتتعامل معه وفقا لذلك,.
تلك الثقافة الوطنية, التي يجب بأن يحملها ويؤمن منها ويسعى إلى تجذيرها أولئك الذين يسعون لتغيير واقع مجتمعاتهم المتخلفة لابد بأن تكون قائمة على أساس دراسة الواقع الاجتماعي لتلك البلدان المتخلفة, دراسة تحليلية علمية ووفقا للمنهج العلمي المتبع في ذلك, من حيث العوامل والأسباب التي أدت إلى ذلك التخلف والمؤثرات الداخلية والخارجية عليه وكيفية معالجتها والتخلص منها ومن ثم البناء الصحيح وفقا لتلك الدراسة,.
إن أية حركة وطنية تريد التغيير إلى الأفضل لابد بأن يكون عملها قائماً على أساس متطلبات المجتمع وحاجياته وفقا لثقافة وطنية نابعة من الواقع الاجتماعي للبلد وانعكاسا حقيقيا له, ثقافة وطنية في إطار الثقافة الإنسانية ومغايرة لكل الثقافات العصبية المقيتة,.
إن الحلول الصحيحة والمناسبة لذلك الوضع المتخلف لا يمكن إلا أن يكون ذلك الواقع الاجتماعي مصدرها ونابعة منه ,لا تقليدا أعمى للنظريات والثقافات الوافدة.

وعليه :
فإن هناك فرق كبيييييييييييييير بين أن تكون ثقافة الحركة الوطنية انعكاسا لحاجيات ومتطلبات الواقع الذي تعيشه ومعبرة عنه وقائمة على أساس الثقافة الوطنية الجامعة في إطار الثقافة الإنسانية الأوسع والأرحب ووفقا لها, وبين أن تكون انعكاسا لنظريات وايدلوجيات معبرة عن واقع تعيشه مجتمعات أخرى أو عاشته وقائمة على أساس الثقافة العصبية المقيتة في إطار الثقافة الضيقة ووفقا لها.

#الخلاصة :
إن تنشئة الأفراد وتثقيفهم في المجتمعات المتخلفة والجاهلة والغير متجانسة....من قبل المكونات المختلفة للحركة الوطنية على أساس الثقافة الوطنية الحقيقية في إطار الثقافة الإنسانية الجامعة ووفقا لها,
هي العلاج السليم والاسلم والصحيح والأصح والواحد والأوحد والناجح والأنجح ل,, ثقافة العصبيات,, المقيتة بكل أشكالها وأنواعها وصورها ومسمياتها وتسمياتها, وهي الضمان الوحيد لوحدة المجتمع وتماسكه واستقراره ومن ثم نموه وازدهاره, وهي الحصن المنيع ضد كل من يريد النيل منه , داخليا كان أم خارجيا,.