آخر تحديث :الجمعة-29 مارس 2024-04:44ص

صناعة الوعي الإيجابي (7)

السبت - 06 أبريل 2019 - الساعة 08:17 م

د . محمد حميد غلاب الحسامي
بقلم: د . محمد حميد غلاب الحسامي
- ارشيف الكاتب


 

القراء الكرام..

ثامنا : الصعوبات والعراقيل لعملية صناعة الوعي الإيجابي :

قلنا سابقا بأن عملية " صناعة الوعي الإيجابي " هو السبيل الوحيد والأوحد لإخراج المجتمعات والشعوب والأمم المتخلفة والجاهلة والغير متجانسة..مما هي فيها..وعليها.." وعي التخلف " والوصول بها إلى "وعي التنوير " وبأن تلك العملية " صناعة الوعي الإيجابي " لابد بأن ترتكز على ركائز أساسية..وبأن "النخبة "..هي المؤهلة الوحيدة للقيام بتلك العملية " صناعة الوعي الإيجابي " بشرط توفر الشروط الموضوعية لإنجاحها،ومتى توفرت تلك الشروط والمقومات الموضوعية لها وأمامها فإن الطريق أمامها لن يكون سهلا ،

إذ أن تلك العملية " صناعة الوعي الإيجابي "  في تلك المجتمعات والشعوب والأمم المتخلفة والجاهلة والغير متجانسة...تتصدى لها وتجابهها وتقف في طريقها قوى رئيسية وذلك بغرض إفشالها ومن ثم تشويهها حتى تمثل نموذجا سيئا لأية عملية تغييرية في المستقبل,

هذه القوى، أذكر منها على سبيل المثال لا الحصر، ما يلي :

الأولى :

قوى إجتماعية متخلفة  من ذوي المصلحة الحقيقة في عملية التغيير تلك " صناعة الوعي الإيجابي ", متمثلا بالتعاطي السلبي معها ,وذلك عبر عدم الاكتراث لها وعدم التعاطي الإيجابي معها سواء في القول أو الفعل ,بل قد تصل بها الحالة إلى مجابهة تلك العملية التغييرية..,لعل أهمها وأخطرها تلك التي تستغل العقائد الدينية وتستخدمها في سبيل إفشال تلك العملية " صناعة الوعي الإيجابي "....إلخ.

الثانية :

القوى الاستبدادية الاستعبادية التسلطية الطغيانية والشمولية والمتحالفين معها في الداخل من ذوي المصلحة في استمرار الوضع على ماهو فيه...وعليه..., وذلك عبر استخدام كل الإمكانيات المتاحة لها ,مادية كانت أم معنوية أم كليهما معا,....إلخ.

الثالثة :

 القوى الخارجية المتحالفة مع تلك القوى الاستبدادية الاستعبادية التسلطية الطغيانية والشمولية والمتحالفين معها في الداخل, التي ترى بأن أية عملية تغييرية سوف تمثل خطرا على مصالحها ...,عبر دعمها ومساندتها والوقوف معها, قولا وسلوكا وعملا.

وعليه :

فإن تلك،النخبة "..إذا ما أرادت بأن تكون مهمتها تلك، مهمة عملية " صناعة الوعي الإيجابي "، ناجحة ومثمرة وتؤتي أكلها وتؤدي إلى تحقيق الأهداف والغايات النبيلة المرجوة منها، فما عليها إلا الإلمام المعرفي والواقعي ووفقا لمنهج علمي متبع في ذلك ببنية تلك القوى..ومعرفة مدى خطورتها على عملية التغيير تلك" صناعة الوعي الإيجابي " وأماكن ضعفها ومن ثم وضع التصور المناسب والآلية المناسبة لكيفية التصدي لها ومواجهتها ومجابهتها ومن ثم التغلب عليها، على أن يكون ذلك التصور وتلك الآلية تصورا وآلية تتناسب وتتوافق وتتناغم مع تلك المرتكزات الأساسية التي قامت عليها تلك العملية " صناعة الوعي الإيجابي " ووفقا لها...إلخ.

#الخلاصة :

أعرف بأن تلك العملية " صناعة الوعي الإيجابي " ليست عملية سهلة وسريعة وبسيطة ، لكنها عملية صعبة للغاية وشاقة وتحتاج إلى وقت طويل وطويل ولتضحيات جسيمة وعظيمة وعزيمة قوية وإرادة حديدية وصبر وثبات وقبل ذلك كله إيمان قوي ويقين ثابت بحتمية صناعتها، لكنها ليست مستحيلة .

تلك عدم الاستحالة نتيجة لسببين :

السبب الأول :

مادام أن الحياة قائمة ومستمرة ومتجددة ومتطورة ، وما دام الإنسان دائما ودوما تواقا إلى ماهو أفضل وأجمل وأحسن وباحثا عما يوصله إلى ذلك كله...فإنها ليست بالمستحيلة

السبب الثاني :

مادام أن هناك مجتمعات وشعوب وأمم استطاعت الحصول على ذلك..وهي قائمة وموجودة.... وكانت أكثر تخلفا وأكثر جهلا..... فإنها ليست بالمستحيلة

بكم...يتجدد الأمل .. ويتحقق

"يتبع"