آخر تحديث :السبت-20 أبريل 2024-06:58م

المجتمع المدني (1)

الثلاثاء - 09 أبريل 2019 - الساعة 04:39 م

د . محمد حميد غلاب الحسامي
بقلم: د . محمد حميد غلاب الحسامي
- ارشيف الكاتب


     

أولا : المقدمة

القراء الكرام..

 

فإنه وبدون الدخول في جدلية التسلسل التاريخي لنشؤ المجتمع المدني وتطوره عبر التاريخ وفلسفته والأبعاد الايدلوجية له وبمدى ارتباطه بها, ومدى مساهمته في وصول المجتمعات المتقدمة والمتحضرة إلى ماهي فيها...وعليها...والنتائج المترتبة على غيابه في أي مجتمع من المجتمعات, إلا أن للمجتمع المدني دور مهم وقوي على أرض الواقع من حيث أنه يعتبر حلقة الوصل بين الحكومة بمؤسساتها الرسمية وبين المواطنين في أي بلد من البلدان ,بحيث يؤدي دورا إيجابيا في منع تلك المؤسسات الحكومية عن الإنحراف والخروج عن أداء مهمتها ومهامها التي انيطت بها وفقا لذلك العقد الاجتماعي بينها وبين مواطنيها.....

وتبرز أهمية المجتمع المدني أكثر عند غياب تلك الدولة ممثلة بمؤسساتها لأي سبب من الأسباب ,بحيث يمثل في هذه الحالة بديلا لها حتى يتم إعادة بنائها.....

(علما" أن ,,المجتمع المدني,, يمثل حلقة هامة في بنية الدولة بماهي الكيان الطبيعي واﻹجتماعي والسياسي للشعب مصدر السلطة ومالكها اﻷصيل.).

أي أن المجتمع المدني في أي مجتمع من المجتمعات في جوهره يمثل كيانا إنسانيا قائما بحد ذاته, فهو المدافع الرئيسي عن حقوق الإنسان الفرد والإنسان المجتمع في تلك المجتمعات التي تتعرض تلك الحقوق للانتهاكات, سواء من قبل الدولة ممثلة بمؤسساتها أو من قبل أفراد أو جماعات أو فئات...إلخ، تنتمي إلى تلك المؤسسات أو خارجها.....

فهو هيئة مستقلة عن تلك المؤسسات الحكومية ويعمل خارج إطارها مع التزامه بالقوانين والدساتير المعمولة بها في البلد والتي أتت برضا المواطنين ومعبرة عنهم,واذا حدث بأن أية هيئة أو مكون من مكونات المجتمع المدني غلبت مهمتها الأساسية...وتماهت مع تلك المؤسسات الحكومية, وقوفا عمليا أو نظريا معها ضد مصلحة المواطنين, فإنها ساعتئذ تفقد استقلاليتها وتصبح جزءا رئيسيا من تلك المؤسسات الحكومية القائمة في البلد.

 

القراء الكرام.......

فإنه ووفقا لذلك فإن الأسئلة التي تطرح نفسها هنا هي:

ماهو تعريف المجتمع المدني؟ ماهي مكوناته وعناصره؟ ما أهميته؟ ماهي أدواره ومهاماته,سواء في ظل وجود دولة قائمة فعلية بمؤسساتها أو غياب تلك الدولة وانهيار تلك المؤسسات...؟

والأهم من ذلك هو :

هل الدولة بفلسفتها كدولة حقيقية هي التي تصنع المجتمع المدني أم أن المجتمع المدني هو الذي يصنع الدولة بفلسفتها كدولة حقيقية أم أن العملية ترابطية,كل يكمل الآخر , أم أن تلك المجتمعات .. هي التي تصنع الإثنين, الدولة والمجتمع المدني معا,؟

كل تلك الأسئلة وغيرها تحتاج إلى متخصصين وباحثين ومراكز أبحاث ودراسات للإجابة عليها جمعيا,وفقا لمنهجية علمية متبعة في ذلك,...

لكننا سوف نحاول, عبر سلسلة من المنشورات المتتابعة , الإجابة على تلك الأسئلة وفقا للأرضية المعرفية المتواضعة التي يتخيل لنا بأننا نملكها.....

..............

#القراء الكرام.......

إن المجتمعات المتخلفة والجاهلة والغير متجانسة..... والتي تسيطر عليها وتتحكم بها تلك الأنظمة الاستبدادية, الاستعبادية, الشمولية, التسلطية والطغيانية وفي جميع المناحي الحياتية المختلفة لها وفيها لهي في أمس الحاجة إلى ذلك المجتمع المدني للمساهمة في إخراجها مما هي فيه...وعليه...,سواء في ظل وجود تلك الدولة التي تتحكم فيها تلك الأنظمة... أم في ظل غيابها, وهنا تكمن تلك الحاجة وتصبح أكثر أهمية وضرورية,.

ولولا عدم وجود ذلك المجتمع المدني وغيابة في تلك المجتمعات...لما فعلت بها تلك الأنظمة...فعلتها, ولما وصلت تلك المجتمعات...إلى ماهي فيه...وعليه.....

"يتبع"