آخر تحديث :السبت-20 أبريل 2024-11:06ص

المجتمع المدني (7)

الإثنين - 15 أبريل 2019 - الساعة 07:30 م

د . محمد حميد غلاب الحسامي
بقلم: د . محمد حميد غلاب الحسامي
- ارشيف الكاتب


 

القراء الكرام..

 

سابعا : معوقات عمل المجتمع المدني :

 

.....وبناء على ما سبق وفي إطاره ,فإنه يمكن تصنيف معوقات عمل المجتمع المدني إلى ثلاثة أصناف, معوقات ذاتية خاصة به ,معوقات مجتمعية اجتماعية, معوقات حكومية سلطوية, ويمكن أن نوضح ذلك وبإختصار شديد وموجز كما يلي :

 

أولا : المعوقات الذاتية الخاصة

....تلك المعوقات الذاتية الخاصة بمنظمات المجتمع المدني, والتي تعيقه عن القيام بأداء الدور المناطق به, تتمثل تلك المعوقات, على سبيل المثال لا الحصر وبإيجاد شديد ومختصر وموجز, بالآتي :

(1 )معوقات سياسية ايدلوجية

وذلك عبر التأثير السياسي والايدلوجي لبعض أعضاء تلك المكونات ومحاولاتهم تجيير عملها لمصالحهم السياسية والايدلوجية....إلخ.

(2 )معوقات ثقافية وفكرية

وذلك عبر نقص تلك الثقافة الفكرية لدى المنتمين إليها والتي تتؤام مع رسالتها الحقيقية باعتبارها كيانا إنسانيا مستقلا ونقص التنشئة الديمقراطية..إلخ.

(3 )معوقات اقتصادية

وذلك عبر نقص الموارد المادية التمولية التي تتيح لها القيام بالدور المناط بها...إلخ.

(4 )معوقات بشرية

وذلك عبر نقص الكادر البشري فيها, كما وكيفا, ومن ثم محدودية إنتشارها وتأثيرها.....إلخ.

 

ثانيا : المعوقات المجتمعية الاجتماعية

.....تتمثل تلك المعوقات المجتمعية الاجتماعية بالآتي :

(1 )نقص الوعي السياسي لدي أفراد المجتمع

وذلك ما يجعل عمل تلك المنظمات بالغ الصعوبة في التأثير عليهم....إلخ.

(2)نقص الوعي القانوني والحقوقي

مما يجعل عمل تلك المنظمات يتطلب جهدا إضافيا لتوعية أفراد المجتمع بتلك الحقوق وبتلك القوانين المنظمة لها والمحددة..إلخ

(3 )إنتشار ظاهرة البطالة وتفشي ظاهرة الفقر في المجتمع

مما يؤدي إلى نقص الموارد المادية لتلك المنظمات والتي تحتاج إليها لأداء المهام المناطة بها.....إلخ.

(4 )تفشي ظاهرة الأمية بين أفراد المجتمع

مما يؤثر على عمل تلك المنظمات في أداء عملها, سواء بعدم رفدها بالعنصر البشري أو باستغلال تلك الأمية من قبل النظم السياسية الحاكمة لصالحها.....إلخ.

(5 )غياب الإعلام الشعبي الحر والمستقل

مما يجعل تلك المنظمات غير قادرة على إيصال رسالتها إلى كثير من أفراد المجتمع...إلخ.

(6 ) النفور المجتمع من تلك المنظمات     وذلك بشبهة التمويل الخارجي

والتي تحاول تلك الأنظمة...إلصاق تلك التهمة بتلك المنظمات واعتبارها منفذا لمصالح قوى خارجية ,ونشرها بين أفراد المجتمع مما يؤدي إلى نقص محدودية عمل تلك المنظمات في أوساط أفراد المجتمع والنفور منها....إلخ.

 

ثالثا : المعوقات الحكومية

.....تتمثل تلك المعوقات الحكومية بالآتي :

(1 )معوقات قانونية

وذلك عبر نقص أو غياب تلك القوانين المنظمة لعمل تلك المنظمات, قصدا كان ذلك أو من عدمه,......

(2 )معوقات استبدادية سياسية

وذلك عبر التضييق على عمل تلك المنظمات من قبل تلك الأنظمة...التي ترى في ذلك خطرا جسيما عليها......إلخ.

(3 )معوقات إعلامية

وذلك عبر استخدام تلك الأنظمة...لوسائل الإعلام الخاصة بها على التشويش على عمل تلك المنظمات وتقديمها وإظهارها بصورة سلبية أمام الرأي العام للمجتمع...إلخ.

(4 )معوقات اقتصادية

وذلك بالتضييق على المصادر المادية  لتلك المنظمات بصورة مباشرة أو غير مباشرة....إلخ.

(5 )معوقات وجودية

وذلك عبر عدم السماح من قبل تلك الأنظمة...لعمل تلك المنظمات وعدم الاعتراف بها وعدم منحها التصاريح الخاصة لمزاولة مهامها.....إلخ.

تلك من وجهة نظري الشخصية المتواضعة هي أهم المعوقات لعمل تلك المنظمات ,بصورة مختصرة وبإختصار وبإيجاز شديدين.....

 

القراء الكرام.....

إنه وإزاء كل تلك المعوقات سالفة الذكر ,والتي تحد من عمل تلك المنظمات,,منظمات المجتمع المدني,, ومن ثم تحد من تأثيرها, فإن السؤال الذي يطرح نفسه هنا هو :

كيف يتسنى لتلك المنظمات,, منظمات المجتمع المدني,, التغلب على تلك المعوقات ؟وهل التغلب عليها مسؤوليتها هي فقط أم مسؤولية غيرها من المكونات الأخرى للمجتمع, خاصة ما يسمى بالنخبة فيه,؟

...........

القراء الكرام.....

إزاء ذلك كله ,فإننا قد نستطيع تفهم تلك المعوقات جميعها, ذاتية خاصة ومجتمعية اجتماعية وحكومية, فذلك راجع إلى طبيعة التنشئة الاجتماعية والثقافية, أي وعي التخلف, لأعضاءها وللمجتمع عموما, وكذلك إلى طبيعة السلطة الحاكمة التي ترى في عمل تلك المنظمات خطرا جسيما عليها, لكننا لا نستطيع بأن نتفهم ونستوعب مواقف ما يسمى بالنخبة السياسية والاقتصادية والثقافية والاجتماعية وحتى الدينية, بل بالقام الأول , من تلك المنظمات ,إلا إذا كانت تلك النخبة لا تحمل من تلك الشعارات التي تطرحها غير الإسم فقط, أما واقعيا فهي إما متماهية مع تلك الأنظمة ...أو مع المجتمع المتخلف والجاهل عموما,ولا تبحث إلا عن مصالحها العصبية الضيقة والمقيتة...الخ.

 

المجتمع المدني (6)

 

"يتبع"