آخر تحديث :الجمعة-29 مارس 2024-03:07م

المجتمع المدني (8)

الثلاثاء - 16 أبريل 2019 - الساعة 06:22 م

د . محمد حميد غلاب الحسامي
بقلم: د . محمد حميد غلاب الحسامي
- ارشيف الكاتب


 

القراء الكرام..

 

ثامنا : الخاتمة :

إزاء ما سبق ذكره في حلقات السلسلة حول المجتمع المدني وبناء عليه, فإننا إذا نظرنا إلى واقعنا كأمة ودور المجتمع المدني فيها لوجدنا بأن ذلك المجتمع المدني لم يصل إلى المستوى المطلوب منه, وذلك لأسباب عديدة ومتنوعة ,لعل أبرزها وأهمها هي طبيعة الأنظمة العربية, فهي أنظمة استبدادية استعبادية شمولية تسلطية وطغيانية في جوهرها ويغلب عليها طابع ,,النظام الأبوي,, في تعاملها,وعيا وسلوكا, في نظرتها وتعاملها مع البلد بأرضه وبإنسانه, وبعيدة كل البعد عن,,النظام المؤسساتي,, الذي يكون جوهره قائما على نظام المؤسسات ,حكومية كانت أم غير حكومية أم مختلطة, مع وجود فوارق نسبية طبعا بين تلك البلدان والمجتمعات,.

مما يجعل ذلك,,النظام الأبوي,, ينظر إلى مكونات المجتمع المدني بعين الشك والريبة ويتعامل معها وفقا لتلك النظرة, في ظل غياب شبه تام للحريات العامة بمعناها الأوسع وتقييد عمل تلك المكونات للمجتمع المدني والتضييق على نشاطها بل وحرمانها منه إذا رأت تلك الأنظمة...بأن ذلك العمل وذلك النشاط يمثل خطرا عليها,طبعا من وجهة نظرها هي, بالإضافة إلى عوامل ذاتية خاصة بمكونات المجتمع المدني العربي ونظرة المجتمع عموما إليها, وهذا ما أشرنا إليه في المنشور السابق حول ,,معوقات عمل المجتمع المدني,,.

 

القراء الكرام......

فإن المجتمع المدني إذا أراد بأن يكون له تأثيرا حقيقيا وفعالا على سير عمل الحكومات العربية, لابد أولا بأن يكون نموذجا للعمل الجمعي المتكامل وبأن يتخلص من أية إشكالية من تلك الإشكاليات التي تعوق عمله, أولها بأن يكون مستقلا وغير منحازا لأية جهة سياسية, حاكمة كانت أم غير حاكمة, وبأن يتخلص من الولاءات العصبية الضيقة والمقيتة..,معبرا تعبيرا حقيقيا عن كل أفراد المجتمع ومكوناته المختلفة, منحازا للإنسان الفرد أولا ومدافعا عنه وعن حقه بالوجود أولا وعن حريته وكرامته ,وبأن يكون مدركا للتدخلات الخارجية واطماعها ومصالحها حتى لا يقع فريسة لها وضحية وذلك بدون قصد منه........إلخ.

بمعنى أن يكون عمله ونشاطه نتيجة طبيعية وانعكاسا حقيقيا لجوهر طبيعته باعتباره,,كيانا إنسانيا,,مهما كانت المعوقات والعراقيل والصعوبات التي تقف أمامه.

...............

القراء الكرام.......

إن وعي النقص بالحاجة يولد حلما عظيما, وكل حلم عظيم يولد فكرة عظيمة, وكل فكرة عظيمة تشكل وعيا إيجابيا بها, وكل وعي إيجابي ينتج سلوكا وعملا إيجابيا, وكل سلوك وعمل إيجابي ينتج واقعا إيجابيا معاشا.

وهكذا فإن كل واقع إيجابي معاش يبدأ بوعي النقص بالحاجة إليه.

إن غدا, بإذن الله تعالى, لناظره أقرب وأفضل وأجمل

طال الزمن أم قصر

شاء من شاء وأبى من أبى

بكم...يتجدد الأمل...ويتحقق

 

المجتمع المدني (7)