آخر تحديث :الجمعة-19 أبريل 2024-05:03م

الصنمية الايدلوجية (1)

السبت - 20 أبريل 2019 - الساعة 10:27 م

د . محمد حميد غلاب الحسامي
بقلم: د . محمد حميد غلاب الحسامي
- ارشيف الكاتب


 

القراء الكرام..

 

أولا : المقدمة والتمهيد :

 

" الصنمية " وما أدراكم ما " الصنمية "!!!

إنها تلك الظاهرة الاجتماعية الإنسانية السلبية التي لازمت ومازالت تلازم الإنسان الفرد والإنسان المجتمع منذ وجد الإنسان على هذه البسيطة( الأرض )، ومنذ نشأت وتكونت المجتمعات البشرية وحتى اليوم مع ما رافقها من تطورات يوما بعد يوم وجيلا بعد جيل....وذلك مع اختلاف صورها وأنواعها ومنابعها وأنماطها، ومع اختلاف مكوناتها وشخوصها، سواء كانت صنمية تخص الفرد أو مجموعة أفراد أو مكون من مكونات المجتمع أو فكرة أو عقيدة أو حتى مكانا وحجرا وشجرة تقدس ويضفى عليها هالة من التقديس والقدسية والقداسة.....إلخ.

وتتمثل تلك الظاهرة " ظاهرة الصنمية " باضفى حالة وهالة من القدسية والقداسة والتقديس على ذلك الفرد أو ذلك المكون...بما ينتج عن ذلك من العبودية وبما يترتب عليها من آثار وخيمة وكارثية على الإنسان الفرد أولا وعلى الإنسان المجتمع ثانيا....

وهي تنتشر وتتجذر وتنمو وتزدهر في تلك المجتمعات المتخلفة والجاهلة، فحيثما وجد التخلف والجهل وانتشرت الخرافات والإيمان بالغيبيات، وجدت تلك الظاهرة وتفشت، وما تلك المحاولات السماوية المتمثلة بإرسال الرسل والأنبياء عبر قرون من عمر البشرية وبين فترة وأخرى إلا من ضمن أهم المحاولات لكي تحرر من يؤمنون ويعتقدون بتلك الصنمية منها.....

ومع هذا وبرغم تطور المجتمعات البشرية وسعيها نحو التحرر والانعتاق من ظاهرة الصنمية والتخلص منها، فإننا نجد بأن تلك الظاهرة مازالت موجودة وقائمة في الكثير من المجتمعات البشرية، ومنها مجتمعنا كأمة، وباشكال وصور وأنواع وأنماط مختلفة، صحيح بأنها ليست نسخة صورية عن سابقاتها، لكن جوهرها واحد مهما اختلفت التسميات والمسميات، ومنها " الصنمية الايدلوجية " التي نحن بصدد الحديث عنها هنا...

فالعقلية العربية الحاضرة تعاني من إشكاليات عديدة ومتنوعة وخطيرة وكثيرة تمنعها وتعيقها عن التطور ومواكبة العصر، وتجعلها اسيرة التخلف والجهل،  ومن أهم وأخطر تلك الإشكاليات هي "الصنمية", وبأن إحدى مظاهر تلك الصنمية هي : الصنمية الايدلوجية، التي تعاني منها بمختلف توجهاتها وانتماءاتها ومنابعها ومشاربها 'دينية كانت أم غير دينية 'مذهبية كانت أم حزبية. عقائدية كانت أم غير عقائدية ' قطرية كانت أم قومية أم أممية ' طبعا هناك فوارق نسبية متفاوتة هنا وهناك، وهناك قلة قليلة ممن استاطعوا التخلص من تلك الصنمية....هنا وهناك، لكن ذلك يصنف ضمن الحالات الشاذة، والشاذ هنا لا حكم له كما يقول علماء المنطق.

........

القراء الكرام....

وبناء على ذلك، فإن الأسئلة التي تطرح نفسها هنا هي :

ماهي الصنمية الايدلوجية وما تعريفها؟ وماهي سماتها وخصائصها ومظاهرها؟ وماهي مخاطرها على واقعنا كأمة؟ وكيف يمكن التخلص منها؟

وقبل كل ذلك :

ماهي الأسباب والعوامل..التي أدت إليها؟

وغيرها وغيرها وغيرها من الأسئلة المتعلقة والمتصلة بذلك...

هذا ما سوف أحاول التعرض إليه والإجابة عنه لاحقا ضمن هذه السلسلة من منشوراتي الشخصيةالمتواضعة، وبحسب وجهة نظري الشخصية المتواضعة ونتيجة لما أدعيه من معرفة متواضعة في هذا الشأن.....

.....

#الخلاصة :

قال تعالى في كتابه الكريم :

 

بَلْ قَالُوا إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءَنَا عَلَىٰ أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَىٰ آثَارِهِم مُّهْتَدُونَ )

وقال أيضًا على لسان نبيه إبراهيم عليه السلام مخاطبا قومه :

"قال هل يسمعونكم إذ تدعون أو ينفعونكم أو يضرون قالوا بل وجدنا آباءنا كذلك يفعلون" صدق الله العظيم

بكم..يتجدد الأمل..ويتحقق

"يتبع"