آخر تحديث :الجمعة-29 مارس 2024-03:49م

في عمق الإبتهالات

الأحد - 30 يونيو 2019 - الساعة 05:53 م

د . محمد حميد غلاب الحسامي
بقلم: د . محمد حميد غلاب الحسامي
- ارشيف الكاتب


 

القراء الكرام..
يقول عبدالرحمن الكواكبي في كتابه, طبائع الاستبداد ومصارع الاستعباد, :
العوام هم قوة المستبد وقوته ,بهم عليهم يصول ويطول,يأسرهم فيتهللون لشوكته,ويغصب أموالهم فيحمدونه على ابقائه على حياتهم ,ويغري بعضهم على بعض فيفتخرون لسياسته, وإذا أسرف في أموالهم يقولون كريما,وإذا قتل منهم ولم يمثل يعتبرونه رحيما.

وعليه :
فإنني ابتهل إلى الله بهذا الدعاء :
اللهم يا من خلقتنا أحرارا وكرمتنا وفضلتنا عن كثير ممن خلقت,ووهبتنا عقولا نفكر بها وعيونا نبصر بها وأذانا نسمع بها وأيادي نبطش بها وهديتنا النجدين وجعلت حرية الاختيار هي الأساس التي تحاسبنا على أساسها وخلقتنا من ذكر وأنثى وجعلتنا سواسية وأرسلت إلينا رسلك ليبينوا لنا الصح من الخطأ والصواب من الانحراف والخير من الشر والفضيلة من الرذيلة, وامرتنا بأن نعبدك وحدك لا شريك لك وألا نعبد أحدا غيرك...
اللهم لا تجعلنا جميعا واحدا منهم, لا من العوام ولا من المستبدين.
آمييييين اللهم آمييييين
#الخلاصة :
قال تعالى في كتابه الكريم :
وَلَقَدْ أَخَذْنَا آلَ فِرْعَوْنَ بِالسِّنِينَ وَنَقْصٍ مِنَ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ﴾
وقال أيضًا :
{ فاتبعوا أمر فرعون} أي منهجه ومسلكه وطريقته في الغي، { وما أمر فرعون برشيد} أي ليس فيه رشد ولا هدى، وإنما هو جهل وضلال وكفر وعناد؛ وكما أنهم اتبعوه في الدنيا وكان مقدمهم ورئيسهم، كذلك هو يقدمهم يوم القيامة إلى نار جهنم، { يقدم قومه يوم القيامة فأوردهم النار، وبئس الورد المورود} ، وكذلك شأن المتبوعين يكونون موفرين في العذاب يوم القيامة، كما قال تعالى: { لكل ضعف ولكن لا تعلمون} ، وقال تعالى: { ربنا آتهم ضعفين من العذاب} الآية، وقوله: { وأتبعوا في هذه لعنة ويوم القيامة} الآية، أي أتبعناهم زيادة على عذاب النار لعنة في الدنيا، { ويوم القيامة بئس الرفد المرفود} .أي : زيدوا لعنة يوم القيامة فتلك لعنتان، لعنة في الدنيا ولعنة في الآخرة.
وقال تعالى أيضًا :
( إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ ظَالِمِي أَنفُسِهِمْ قَالُوا فِيمَ كُنتُمْ ۖ قَالُوا كُنَّا مُسْتَضْعَفِينَ فِي الْأَرْضِ ۚ قَالُوا أَلَمْ تَكُنْ أَرْضُ اللَّهِ وَاسِعَةً فَتُهَاجِرُوا فِيهَا ۚ فَأُولَٰئِكَ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ ۖ وَسَاءَتْ مَصِيرًا (97) إِلَّا الْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ وَالْوِلْدَانِ لَا يَسْتَطِيعُونَ حِيلَةً وَلَا يَهْتَدُونَ سَبِيلًا (98) فَأُولَٰئِكَ عَسَى اللَّهُ أَن يَعْفُوَ عَنْهُمْ ۚ وَكَانَ اللَّهُ عَفُوًّا غَفُورًا).
بمعنى أن مصيرنا جميعا هو جهنم، جهنم الدنيا وجهنم الآخرة، مادمنا ظلمنا أنفسنا بعدم أداء الأمانة التي ارتضينا بأن نحملها بمحض إرادتنا وتخلينا عن الأشياء المترتبة جراء حملنا إياها وعن حرية الاختيار التي خلقنا الله عليها وارتضينا لأنفسنا بأن نكون عبيدا وأقنانا لتلك الأنظمة الشمولية الاستبدادية الاستعبادية التسلطية والطغيانية ممثلة برموزها، أفرادا كانوا أم جماعات...الخ، نسبح بحمدها بدلا من التسبيح بحمد الله، ونشكرها ونستجديها ونتودد إليها ونتقرب منها وإليها بدلا من أن نشكر الله ونستجديه ونتودد إليه ونتقرب منه وإليه، نعبد ما تعبد، نحلل ما تحلل ونحرم ما تحرم، نحب من تحب ونكره من تكره، نصادق من تصادق ونعادي من تعادي، نقدسها هي ولا نقدس خالقها وخالقنا جميعا، نخافاها هي ونتقي شرها ولا نخاف خالقها وخالقنا جميعا ونتقي غضبه وعذابه علينا جميعا في الدنيا والآخرة...الخ.
تلك والله مصيبتنا الكبرى وطامتنا العظمى....
بكم..يتجدد الأمل..ويتحقق
.................

#نعم-للدولة-المدنية-الحديثة
إن غدا لناظره أقرب وأفضل
دعوها فإنها مأمورة