آخر تحديث :الخميس-18 أبريل 2024-02:07ص

في عمق الوعي السياسي (5)

الثلاثاء - 09 يوليه 2019 - الساعة 07:16 م

د . محمد حميد غلاب الحسامي
بقلم: د . محمد حميد غلاب الحسامي
- ارشيف الكاتب


 

القراء الكرام.....

 

خامسا : مكونات ومصادر الوعي السياسي :

 

....إن لكل وعي، إيجابيا كان أم سلبيا، ذاتيا أم غير ذاتيا، عقائديا كان أم غير عقائديا، دينيا كان أم مذهبيا أم العكس، ايدلوجيا كان أم حزبيا أم العكس....الخ، مكوناته ومصادره، مباشرة كانت أم غير مباشرة، التي يتشكل على أساسها ووفقا لها ومن ثم السلوكيات الناتجة عن ذلك الوعي....

وبناء على ذلك فإن للوعي السياسي مكوناته ومصادره التي يشكل ويتشكل على أساسها ووفقا لها، حيث يمكن بأن نصنفها إلى صنفين :

الصنف الأول :

بحسب كيفية الحصول عليها :

أولا : المكونات والمصادر المباشرة :

....وهي تلك المكونات والمصادر التي يحصل عليها الفرد من خلال إكتسابه إياها شخصيا، قراءة وتجربة عملية، متى ما كان مؤهلا للقيام بها، عمرا ونضجا وقدرة وتوفرا ورغبة وقبل ذلك حاجة إلى ذلك،.

تلك المصادر والمكونات، على سبيل المثال لا الحصر، هي :

1 - القراءة والإطلاع الذاتي :

..مصادرها إما بيتية أسرية أو مدرسية جامعية أو كتاتيبية ومسجدية أو تنشئة ايدلوجية وحزبية ودينية ومذهبية..الخ كتبية أو نشراتية ، وكذلك الصحف والمجلات والنشرات الإعلامية...وغيرها وغيرها وغيرها...الخ.

2- التجربة العملية :

..وذلك من خلال ما يكتسبه الفرد من خبرات عبر تجاربه الحياتية المختلفة والتي تنمي وعيه ككل ومن ضمنه الوعي السياسي....الخ.

ثانيا : المكونات والمصادر الغير مباشرة :

...وهي تلك المكونات والمصادر التي يحصل عليها الفرد من خلال إكتسابه إياها شخصيا بطريقة غير مباشرة منذ طفولته وليست محددة بعمر محدد، بل تعتبر حجر الأساس لتشكل وتشكيل الوعي الفردي له....الخ.

تلك المكونات والمصادر هي :

1- إحساسية حسية :

وذلك من خلال تأثره بما يسمعه وينظر إليه ويلمسه ويحس به بل ويتذوق...الخ

2- تجاربية وتجريبية :

وذلك من خلال تأثره بتجربة الآخرين، بيتية أسرية ، أفرادا وجماعاتا ورموزا تاريخية كانت أم حاضرة،....الخ.

3- إعلامية سمعية وبصرية :

وذلك من خلال تأثره بما يسمع أو يرى عبر وسائل الإعلام المرئية والسمعية...الخ.

الصنف الثاني :

 بحسب البيئة المشكلة والمنتجة له

أذكر منها، على سبيل المثال لا الحصر، ما يلي  :

أولا : البيئة البيتية والأسرية :

حيث تلعب تلك البيئة دورا مهما في تشكيل وتشكل الشخصية الفردية، وعيا وسلوكا، وخاصة في بداية التشكيل والتشكل الطفولي لتلك الشخصية....الخ.

ثانيا : البيئة الاجتماعية :

إلى جانب البيئة البيتية والأسرية فإن للبيئة الاجتماعية دورا مهما في تشكيل وتشكل تلك الشخصية، وعيا وسلوكا،....الخ.

ثالثا : البيئة التعليمية والتربوية :

إن للبيئة التعليمية والتربوية، حضانة ومدرسة وجامعة ومعاهدا وكتاتيبا ودور عبادة، دورا مهما في تشكيل وتشكل تلك الشخصية الفردية، وعيا وسلوكا، وذلك من خلال تلك المناهج الدراسية التعليمية وما تحتويه حول الأمور الحياتية للفرد والمجتمع والوطن والأمة والعالم ومن خلال ما تحتويه حول الآخر المغاير.....الخ.

رابعا : البيئة الإعلامية :

إن للوسائل الإعلام المرئية والسمعية وغيرها دورا مهما في تشكيل وتشكل الشخصية الفردية، وعيا وسلوكا، وذلك من خلال ما يسمع منها أو يرى أو يقرأ....الخ.

خامسا : البيئة السياسية : الموروث السياسي والخبرات السياسية :

إن للبيئة السياسية ممثلة ومتمثلة بالموروث السياسي والخبرات السياسية للأفراد والجماعات والأحزاب والنظم السياسية للشعوب والأمم دورا مهما في تشكيل وتشكل الشخصية الفردية السياسية، وعيا وسلوكا، وذلك من خلال الإطلاع على تجارب الآخرين السياسية، موروثة كانت أم حاضرة،.....الخ.

وقبل ذلك كله فإن للبيئة الدينية ،متمثلة بالدين، دورا مفصليا في تشكيل وتشكل الشخصية الفردية السياسية وذلك من خلال استخدام العامل الديني العقائدي في ذلك التشكيل وذلك التشكل.....الخ.

وعليه :

فإن تلك البيئات مجتمعة والتي يتشكل ويشكل على أساسها ووفقا لها الوعي السياسي للإنسان الفرد ومن ثم الإنسان المجتمع والوطن والأمة والعالم، إذا كان يغلب عليها الطابع الإيجابي نتج عنها وعيا سياسيا إيجابيا إنسانيا بما له من آثار ونتائج إيجابية على الفرد والمجتمع والوطن والأمة والعالم، أما إذا كان يغلب عليها الطابع السلبي نتج عنها وعيا سياسيا سلبيا بما لذلك من آثار ونتائج سلبية على الفرد والمجتمع والوطن والأمة والعالم.

#الخلاصة :

إن الوعي السياسي..مرتبط ارتباطا وثيقا وعضويا بالبيئة السياسية التي شكل وتشكل على أساسها ووفقا لها، إيجابية كانت أم سلبية، .

بمعنى آخر أعم وأشمل ومختصر :

إن الإنسان السياسي، وعيا وسلوكا، قولا وعملا، إبن بيئته السياسية.

بكم..يتجدد الأمل..ويتحقق

في عمق الوعي السياسي (4)

"يتبع"