آخر تحديث :الجمعة-29 مارس 2024-02:18ص

في عمق منظومة القيم

الأحد - 21 يوليه 2019 - الساعة 04:57 م

د . محمد حميد غلاب الحسامي
بقلم: د . محمد حميد غلاب الحسامي
- ارشيف الكاتب


 

القراء الكرام..

إنه عندما تتولى الأنظمة الاستبدادية التسلطية الشمولية في أي مجتمع من المجتمعات المتخلفة, تكون منظومة القيم الإجتماعية الإيجابية لذلك المجتمع هي الخطر الأكبر الذي يهدد وجودها واستمراريتها في الحكم,

وعليه فإن أول ماتقوم به هو العمل على تفكيك وتحطيم وتفتييت تلك المنظومة -تدريجيا -وفقا لمنهج علمي في الدراسة والتنفيذ, وإحلال منظومة قيم سلبية في أوساط المجتمع وتحويلها إلى ثقافة تمارس, قولا وفعلا وسلوكا,وذلك عبر إحلال ذوي الولاآت والمصالح -تدريجيا -محل ذوي الكفاءات والخبرات في المؤسسات السلطوية جميعا ,ممن لا يملكون أدني شعور تجاه المجتمع ومصالحه, غير الشعور بالمصالح الشخصية لهم والتسبيح والحمد بإسم من أوكل إليهم ذلك ومن ثم التفاني في خدمتهم والدفاع عنهم,مما يؤدي إلى خلل في تلك المؤسسات.

وكذلك عبر زرع وتشجيع ظاهرة الفساد في المجتمع وتحويلها إلى ثقافة تمارس, قولا وفعلا وسلوكا, وفقا لمنهج علمي في الدراسة و التنفيذ ,وباستخدام كل الوسائل المتاحة لذلك, مادية كانت أم معنوية.

عندئذ ينعدم الشعور بالمسؤولية الوطنية الأخلاقية تجاه المجتمع ,وتسوده ظاهرة المحسوبية والرشوة والتملق ...الخ وتنعدم الألفة والمحبة والتكافل بين فئات المجتمع الواحد ومكوناته, وتصبح العلاقة بينهم قائمة على أساس التوجس والريبة والعداء, وتصبح النظرة إلى الآخر على أساس كم يملك ,بغض النظر عن ما يملكه ومصدره, شرعيا كان أم غير شرعي,وكذلك على أساس قربه أو بعده من السلطة الاستبدادية. .......إلخ.

وكذلك تنهار المنظومة التربوية والتعليمية ويفقد التعليم ماهيته والغرض منه,.....إلخ.

وعندما تنهار تلك الأنظمة. ....ويدخل المجتمع في ,مرحلة التيه الوطني, تكون الكارثة قد حلت وبدت للعيان.

وعليه لا يمكن الخروج من ذلك كلهِ إلا بمشروع وطني حقيقي شامل وكامل ,تكون فيه إعادة منظومة القيم الإجتماعية الإيجابية من أولوياته الأساسية, إن لم تكن حجر الأساس لذلك المشروع.

بكم..يتجدد الأمل..ويتحقق

........

         

#نعم-للدولة-المدنية-الحديثة

إن غدا لناظره أقرب وأفضل

دعوها فإنها مأمورة