آخر تحديث :الخميس-28 مارس 2024-03:01م

في عمق التوظيف والاستثمار للقيم النبيلة والمبادئ السامية

الثلاثاء - 23 يوليه 2019 - الساعة 06:19 م

د . محمد حميد غلاب الحسامي
بقلم: د . محمد حميد غلاب الحسامي
- ارشيف الكاتب


 

القراء الكرام..

 

إن الرسالات والمبادئ الأخلاقية السامية, سماوية كانت أم أرضية, ما كان لها بأن توجد أو تكون لولا وجود وتفشي ظاهرة العبودية والاستعباد من البعض تجاه البعض الآخر, أقلية قليلة مستعبدة-بكسر الباء- وأكثرية مستعبدة-بفتح الباء, وتخليص تلك الأكثرية المستبعدة من قبل تلك الأقلية ,والانتصار الحقيقي لتلك الأكثرية وذلك عبر رد الاعتبار لكرامتها التي هتكت ولحريتها التي سلبت ولإنساتيتها وآدميتها التي انتزعت ولذاتها التي احتقرت واستعبدت, ولكيانها الذي اندثر...إلخ.

وما كان لتلك الرسالات والمبادئ الأخلاقية السامية بأن تنتصر وتحقق الهدف الذي وجدت من أجله إلا بوجود رموز لها, أفرادا كانوا أم نخبا, وظفوا كل امكانياتهم المادية والمعنوية وطاقاتهم الروحية, التي استمدوها من تلك الرسالات.., والتضحية والفداء في سبيلها, انتصارا لها وتحويلها إلى واقع عملي يعاش في مجتمعاتها, مغلبين المصالح السامية العليا على مصالحهم العصبية الضيقة والمقيتة, متمثلين بها ومجسدين لها في أقوالهم وأفعالهم وسلوكياتهم, متعاملين معها نبراسا لهم ومعلما يهتدون بها إذا ضلوا وتاهوا ومرجعية أساسية لهم, متماهين بها ومندمجين معها, .

..........

وعليه:

فإن هناك فرقا كبيييييييرا وكبيييييييرا بين أن نوظف ونستثمر طاقاتنا المادية والمعنوية, دينية كانت أم غير دينية, قبلية كانت أم غير قبلية , حزبية كانت أم غير حزبية, مذهبية كانت أم غير مذهبي, فئوية كانت أم غير فئوية, جهوية كانت أم غير جهوية,....إلخ وذلك لصالح الرسالة الأخلاقية السامية بغرض نشرها وتجذيرها في أوساط المجتمع ومن ثم تحقيق الهدف الأخلاقي السامي الذي بشرت به تلك الرسالة...والمتمثل في صيانة حرية الإنسان الفرد والإنسان المجتمع والحفاظ على كرامته وتقديس إنسانيته وآدميته,

وبين أن نوظف ونستثمر تلك الرسالة الأخلاقية السامية بما تحمله وتمثله من قوة معنوية وروحية للإنسان الفرد والإنسان المجتمع وبما تمثله من مصدر للتضحية والفداء في سبيلها وذلك لصالح العصبية الضيقة المقيتة, فردية كانت أم جماعية, سلالية كانت أم أسرية , حزبية كانت أم غير حزبية, فئوية كانت أم طائفية, مذهبية كانت أم ايدلوجية,...إلخ واستخدامها كشرعية..في قمع الآخر والتنكيل به وهتك كرامته وحرمانه من حقوقه ومصادرة حريته وسلبه إنسانيته وآدميته وعدم الاعتراف به ككائن بشري له الحق في الوجود وتجريده من الوجود المادي الحياتي له.

.......

#الخلاصة:

إن التوظيف السيء لتلك الرسالات والمبادئ الأخلاقية السامية, خاصة الدينية منها, من قبل العصبيات ,بمختلف أشكالها وأنواعها وصورها وبمختلف أسمائها ومسمياتاها وتسمياتها وبمختلف منابعها ومصادرها ومشاربها وانتماءاتها , واستخدامها لمصالحها العصبية الضيقة والمقيتة وشرعنة ما تقوم به.. وتفعله..تجاه الآخر ,لا يمكن له أن يؤدي إلى إلا التشكيك بتلك الرسالات والمبادئ...من قبل الآخر أولا, ويؤدي إلى تفتيت وتمزيق النسيج الاجتماعي وتشتته وطبعه بطابع العدائية والتناحرية والصراعات بين أفراده ومكوناته المختلفة ويكون الغالب فيهم والمغلوب ضحاياه.

إن ,,الحق,, لا ينتصر كونه,,حقا,, و,,الباطل,, لا ينهزم كونه,, باطلا,, والعكس , وإنما ينتصر ,,الحق,, برجاله والمؤمنين به, وكذلك,, الباطل,, ينتصر برجاله والمؤمنين به, فكل له رجاله ومؤمنون به, ينتصر بهم وينهزم بعدم وجودهم.

بكم..يتجدد الأمل..ويتحقق

..........

 

#نعم-للدولة-المدنية-الحديثة

إن غدا لناظره أقرب وأفضل

دعوها فإنها مأمورة