آخر تحديث :الأربعاء-24 أبريل 2024-02:00ص

في عمق عملية التحرر والتحرير الحقيقية

الأحد - 25 أغسطس 2019 - الساعة 08:04 م

د . محمد حميد غلاب الحسامي
بقلم: د . محمد حميد غلاب الحسامي
- ارشيف الكاتب


 

القراء الكرام....
إننا إذا نظرنا وبعمق إلى ما نحن فيه..وعليه..كأفراد أولا ونخبا ثانيا ومجتمعات وأوطانا وأمة ثالثا، لوجدنا بأن الأزمة الحقيقية التي نعيشها ونعاني منها ونتجرع ويلاتها جميعا، تتمثل بأزمة العقلية ممثلة ب"وعي التخلف " و " وعي الظلامية " بكل سماته وخصائصه ومظاهره، طبعا مع وجود فوارق نسبية متفاوتة هنا وهناك، بما لذلك من آثار خطيرة ووخيمة ونتائج كارثية علينا جميعا، وبأن تلك العقلية..وكنتيجة طبيعية وحتمية وانعكاسا حقيقيا وطبيعيا لذلك الوعي "وعي التخلف " و " وعي الظلامية "، تعاني من عدة إشكاليات، لعل أبرزها وأهمها تتمثل ب، التقدسية والصنمية والماضوية والتسلطية والطغيانية والاستبدادية والذكورية والاحتكارية والاقصائية والتكفيرية وكذلك التآمرية والصورة النمطية السلبية...الخ، وبأن لكل ذلك أسباب وعوامل عديدة ومتنوعة، ذاتية وغير ذاتية، موروثة وحاضرة ، دينية وغير دينية، جغرافية ومناخية..الخ، لا يتسع المجال هنا لذكرها جميعا وتفصيلها، وكذلك أيهما أكثر تأثيرا وأشد خطرا وأكثر أهمية منها على تلك العقلية...، وبأن غالبية أوطاننا كأمة كانت ترزح تحت وطأة الاحتلال الأجنبي المباشر وتحررت وحررت منه، ومازال بعضا منها تحت وطأته، وبأن ذلك التحرر والتحرير لم يؤدي إلى تحرر وتحرير تلك العقلية..مما هي فيها..وعليها..،بل العكس من ذلك تماما، إذ أن ما تعيشه تلك العقلية..وتعاني منه..في وقتنا الحاضر أشد مما كانت عليه سابقا...
وبأن الإنسان الفرد كان شبه مغيب إن لم يكن مغيبا تماما من قبل أولئك الذين قاموا بتلك العملية " عملية التحرر والتحرير " عبر الإنتصار الحقيقي لإنسانيته وآدميته وحريته وكرامته، وكذلك إخراجه مما هو فيه من تخلف وجهل وفقر ، وعليه من استبداد واستعباد وتسلط وطغيان وضيم وظلم وجور وتعسف واذلال وقهر وهدر..الخ،وقبل ذلك كله والأهم من كل ذلك : عدم الإعتراف به كإنسان يستحق الحياة، له حقوقا إنسانية وعليه واجبات مترتبة على نيلة تلك الحقوق، بل إن حاله زاد أكثر بكثير عما كان فيه..وعليه..قبل تلك العملية " عملية التحرر والتحرير " من قبلهم...
وعليه :
فإن ذلك يقودنا إلى أن ما وصلنا إليه..ليس فقط بسبب ذلك الاحتلال وبأن الخلاص من ذلك عبر التحرر والتحرير منه، إنما السبب الرئيسي في ذلك كله هو تلك العقلية المتمثلة ب"وعي التخلف " و " وعي الظلامية "، وبأن عملية التحرر والتحرير الحقيقية نتمثل ب،عملية تحررية وتحريرية لتلك العقلية..،وذلك عبر تحررها وتحريريها من ذلك الوعي "وعي التخلف " و " وعي الظلامية " وذلك عبر ثورة تغييرية تنويرية تحديثية تستهدف بالمقام الأول نخبها حتى تستطيع حينئذ أداء رسالتها التنويرية التحديثية المناطة بها تجاه مجتمعاتها وأقطارها وأمتها....الخ.
#الخلاصة :
إن تحرر وتحرير تلك العقلية..مما هي فيها..وعليها..وإخراجها من كل ذلك..أهم بكثير من تحرر وتحرير الأرض..على حساب الإنسان فيها..، بل إن ذلك هو المقدمة الأولى والأساسية لتحرر وتحرير الأوطان، أرضا، ومن ثم ضمان استمرارية ذلك التحرر والتحرير...، فالإنسان الحر هو جوهر الوطن الحر والأمة الحرة...
وهذه هي عملية التحرر والتحرير الحقيقية
بكم..يتجدد الأمل..ويتحقق
.........
#نحو-حركة-نهضوية-عربية-جديدة
إن غدا لناظره أقرب وأفضل
دعوها فإنها مأمورة