آخر تحديث :الأحد-24 نوفمبر 2024-10:58م

لجنة إضراب تعز ؛ ما اشبه الليلة بالبارحة!

الأحد - 08 ديسمبر 2019 - الساعة 06:02 م

مصطفى أحمد النعمان
بقلم: مصطفى أحمد النعمان
- ارشيف الكاتب


في ١٩٩٢ اجتمعت شخصيات في تعز للتفكير في كيفية معالجة الاوضاع الخدمية فيها والإهمال المتعمد من صنعاء لإصلاحها.. كانت هناك مشكلة أزلية تعاني منها تعز، ولازالت، وهي المياه! ثم الكهرباء والمؤسسات الصحية والتعليمية والطرقات، وسميت المجموعة (لجنة إضراب تعز) وضمت عبدالحبيب سالم ومنصور احمد سيف رحمهم الله وسلطان السامعي وطاهر علي سيف وياسين عبدالعليم القباطي وعبدالقادر الجنيد واحمد محمد علي عثمان وانا ومجموعة اخرى لا تستحضرني أسماءها.
واجهت "اللجنة" معارضة شديدة من داخل تعز تعمدت تشويه أهدافها ونواياها واتهمتها بأنها ممولة ومدفوعة من الحزب الاشتراكي، وكانت تعز هاجسا مستداما في ذهن صالح التي عاش فيها بدايات صعوده نحو الرئاسة...
ولإفشال "اللجنة" استدعى صالح رجالاته في تعز ليواجهوها وينشروا الاتهامات حول أعضائها!
كان من ضمن التشكيك في أهداف "اللجنة" ان معاناة تعز ونقص الخدمات ليس محصورًا فيها وإنما هي مشاكل تعاني منها مناطق كثيرة وان الحديث عن تعز فقط كان تفكيرًا "مناطقيا" "طائفيا"!
عملت "اللجنة" على مواصلة حشد الناس وتوعيتهم بعملها، والتقينا مع قيادات الاحزاب في صنعاء لتوضيح الفكرة والهدف! لكن حجم العمل المضاد كان اقوى مما تصورنا وأحجمت الاحزاب عن مساعدتنا خشية ان يلصق صالح بها تهمة السعي لتفجير الاوضاع.. حتى الحزب الاشتراكي والتنظيم الناصري امتنعا عن اعلان مساندتهما للجنة بحجة ان هذا قد يجعلها تبدو حزبية!

خلال الإعداد للمزيد من التحشيد اصبت في حادث سير نقلت بعده الى سويسرا حيث كان والدي يتلقى العلاج وسافر معي الصديق المرحوم عبدالحبيب سالم... زارني في المنزل بصنعاء قبل السفر المرحوم الدكتور حسن مكي والمرحوم يحي المتوكل وقدما لي مساعدة من الرئيس عبارة عن ٧ الف دولار وتذكرة سفر بالدرجة السياحية وتبرع صديق عزيز العم محمد قائد الزعيتري بتذكرة لعبدالحبيب الذي لم يوافق صالح على اعطائه تذكرة سفر.
طالت فترة العلاج وعاد عبدالحبيب بعد شهر كامل قضاه الى جواري...
عمد صالح عبر رجاله في تعز الى احباط عمل "اللجنة" وعوضا عنها تم الترتيب لعقد "مؤتمر تعز الجماهيري" الذي شاركت فيه كل الاحزاب والقوى المجتمعية وكان الهدف هو افراغ أهداف "اللجنة" من محتواها وعدم إعطاء قيادتها فرصة للمزيد من الحشد الجماهيري... وكان المؤتمر الشعبي وحزب الاصلاح هما الأقدر على التحرك والإنفاق وكانا حينها شريكين لوقف اي تحرك يشتبهون بأنه قريب من الحزب الاشتراكي بالذات!
انتهت "اللجنة" ومات "المؤتمر الجماهيري" من داخل تعز وبسبب رجال صالح فيها ومعهم حزب الاصلاح!
وما اشبه الليلة بالبارحة!