آخر تحديث :الخميس-18 أبريل 2024-02:07ص

ماذا يريد السيد مارتن غريفيث من زيارته الى مارب عقب استكمال سقوط نهم والجوف بيد الحوثين ؟

الإثنين - 09 مارس 2020 - الساعة 02:16 ص

عبدالله فرحان
بقلم: عبدالله فرحان
- ارشيف الكاتب


المبعوث الاممي مارتن غريفيث منذ توليه مهامه كمبعوث اممي الى اليمن قبل عامين تقريبا وحتى ماقبل يومين فقط لم يكن مبعوثا لليمن ككل ولم يكن لديه ادنى اهتمام بمجريات الاحداث والوضع الانساني في عموم اليمن
باستثناء فقط جزئيتين تتمثل في :

1/ الحديدة كقضية مصير بالنسبة لمهامه
حيث تركزت كل جهوده في سبيل الاعاقة وضغط الممانعة الاممية امام العمليات العسكرية المتسارعة التي قامت بها قوات حراس الجمهورية بقيادة طارق ومعها قوات النخبة التهامية والوية العمالقة لتحرير مناطق الساحل الغربي ابتداء من باب المندب والمخا بوقت وجيز وصولا الى قرابة كيلوهات قليلة من ميناء الحديدة وكادت ان تستكمل تحرير المدينة واستكمال دائرة الطوق العسكري ضد الحوثين .
ليجد غريفيث نفسه ومهامه معنيا بدرجة اساسية دفاعا عن بقايا فتات التواجد الحوثي فيها والعمل من خلال مشاورات دولية على استبقاء ميناء الحديدة وبعضا من المدينة تحت سيطرة الحوثين كمتنفسا وحيدا لهم .

2/ فتح مطار صنعاء . فهو الاخر قضية اساسية تحمل مسؤليات مهامها المبعوث الاممي ايضا مستخدما كافة وسائل الضغط لاجبار التحالف والشرعية على قرار الموافقة لاعادة فتح مطار صنعاء امام الرحلات التي تحتاج اليها جماعات الحوثي .

وبالفعل استطاع غريفيث ان يحقق نجاحا كبيرا في تلك الجزئيتين لصالح جماعات الحوثي 100% مما يجعله كمبعوث وهبته السماء لانقاذ طرف واحد وهو الحوثي .

مؤخرا ومنذ ايام قليلة فقط انتقل غريفيث الى خطوة اخرى متقدمه كاضافة جديدة الى مهامه السابقة المختزلة في الحديدة ومطار صنعاء .
حيث قام باجراء زيارته الطارئه الى محافظة مارب وعقد لقاءات مكثفة ومباحثات مطولة مع السلطة المحلية والوفد الحكومي المتواجد في المحافظة وبما فيهم رئيس الوزراء بشان مجريات الاحداث العسكرية في مارب والجوف ونهم والاطلاع على وضع النازحين المهجرين من تلك المناطق التي شهدت معارك لاكثر من شهرين شنتها مليشيات الحوثي ولم يكن للمبعوث ادنى تدخل انساني لايقافها والتي انتهت باسقاط نهم والجوف لصالح الحوثيين ..

غريفيث خلال عامين لم يكن يعنيه الوضع الانساني الذي يعيشه اكثر من 3 مليون نازح في محافظة مارب ولم يكن يعنيه الوضع الانساني في تعز وشبوه وابين وعدن او حتى في اب وذمار وصعده .. ولم تكن تعنيه الاحداث العسكرية هنا وهناك فجل ما يعنيه ويوقد مضجعه هو امكانية النجاح في فرض استمرار اعاقة معارك تحرير الحديدة واجراء صفقات فتح مطار صنعاء ...

اليوم يرى غريفيث بان التقدم العسكري الذي حققه الحوثي سواء في نهم او في الجوف تحديدا يعد نصرا وانجاز كبير يجب الحفاظ عليه وحمايته من خلال الشروع من قبله لزيارات والتهيئة لمشاورات تهدف الى اعاقة الاعمال العسكرية التي يتم الترتيب لها من قبل الشرعية لخوض معارك استعادة الجوف والتقدم الى ما وراء الجوف نحو عمران وصعده وخصوصا بان الشرعية قد رمت بكل ثقلها نحو من خلال نزول حكومتها فيها واوكلت مهام اعادة الترتيب العسكري فيها الى قيادة صغير بن عزيز الاكثر همه وتفاني لتحقيق الانتصار العسكري وما يرافق ذلك من تعهدات سعودية واماراتية لخوض معركة اعادة الاعتبار لفضيحة سقوط الجوف التي شكلت لهم وصمة عار وانكسار عسكري ..

فكل ذلك استعدى من غريفيث ان يرمي بكل ثقله هو الاخر في اوساط مارب كمبعوث منقذا للحوثي وسيسارع على فرض ضغوطاته الخاصة تجاه ايقاف اية اعمال عسكرية تهدف الى استعادة الجوف لتظل الجوف مكسبا متقدما للحوثي بحماية اممية .
وربما تليها مكاسب اخرى في مناطق اخرى سيحققها الحوثي وسيعمل مبعوثهم الاممي على حمايتها فيما بعد استكمال تحقيقها ..