آخر تحديث :السبت-20 أبريل 2024-01:23ص

في عمق الحزبية...!

السبت - 18 أبريل 2020 - الساعة 12:45 ص

د . محمد حميد غلاب الحسامي
بقلم: د . محمد حميد غلاب الحسامي
- ارشيف الكاتب


 

القراء الكرام...

قلنا سابقا وبإختصار شديد وبشكل موجز: بأن هناك فرقا كبيييييييييرا وكبييييييييرا بين أن يكون الوطن-ارضا وإنسانا - حزب الأحزاب وفوقها, وبين أن تكون الأحزاب هي وطن الأوطان وفوقه.

الأولى : تعني أن كل حزب,ببرامجه وادبياته وأفعاله ,يناضل من أجل المصلحة الوطنية العليا, وإذا حدث أي تعارض -وهذا مالا يجب ان يحدث-فإن مصلحة الوطن-ارضا وإنسانا - تكون هي المرجعية في ذلك وتكون الحكم الفيصل أولا وأخيرا, وبأن التربية الحزبية والثقافة الحزبية تكون قائمة على أساس التربية الوطنية والثقافة الوطنية, وفقا لها وفي إطارها, وهذا يؤدي إلى بناء وطن تسود فيه قيم المحبة والإخاء والعدالة الاجتماعية. ..وقيم العيش المشترك والسلم الاجتماعي مما يضمن ديمومة بناءه وعمرانه ويصبح سدا منيعا أمام من يريد النيل منه, داخليا كان أم خارجيا أم كليهما معا,.

الثانيه :تعني أن كل حزب يسعى بكل إمكانياته وطاقاته وجهوده وقدراته لأختزال الوطن-ارضا وإنسانا - لصالحه عبر نبذ الآخر وإقصائه والتحكم بمصير الوطن-ارضا وإنسانا -,وبأن التربية الحزبية والثقافة الحزبية قائمة على أساس ذلك, وفقا لها وفي إطارها, وهذا يؤدي إلى تمزيق الوطن وتشتيته وتشتته وتمزيقه,تنعدم فيه قيم المحبة والإخاء والعيش المشترك والسلم الاجتماعي ويصبح العنف والعنف المضاد بديلا لذلك وتتلاشى ظاهرة الإنتماء الوطني ويصبح عرضة لخطر التدخلات الخارجية ويكون النيل منه من قبلها سهلا وميسرا بمساعدة قوى داخلية ترى -خطأ -بأن ذلك سيعيد لها الحقوق التي سلبت منها بفعل عملية الإقصاء والتهميش التي تعرضت لها من قبل الدولة التقليدية العصبية الضيقة والمقيتة...

وعليه :

فإن تلك الأحزاب...التي تتصارع فيما بينها وفقا لمصالحها العصبية الضيقة والمقيتة وفي إطارها مهام كانت نتائج تلك الصراعات فيما بينها كارثية على الوطن بأرضه وبإنسانه, غير أبة بمصير الوطن, حاضرا ومستقبلا, وتابعة لأجندتات خارجية ومنفذة لها, تلك الأجندات الخارجية التي لا يمكن لها بأن تخدم الوطن وتراعي مصالحه, إنما تخدم مصالحها الخاصة بها, مستخدمة تلك الأحزاب...التي تدور في فلكها كأداة من تلك الأدوات التي تسعى بواسطتها وعبرها لتحقيق أجندتها الخاصة بها.

أقول, بأن تلك الأحزاب...التي تفعل ذلك كله لا يمكن لها بأن تمثل مشروعا وطنيا حقيقيا شاملا وكاملا لكل أفراد المجتمع ومكوناته المختلفة, إنما تمثل مصالحها الحزبية العصبية الضيقة والمقيتة, ولا يمكن بأن تكون قدوة للعمل الوطني الحقيقي ونبراسا له مهما ادعت عكس ذلك,خطبا وتغنيا, فما أفعالها على أرض الواقع إلى خير دليل وانصع برهان على ضيق أفقها, وأنها تكون قد اسأت في هذه الحالة إلى نفسها أولا وحكمت على نفسها بالفناء وبالزوال, وجذرت الصورة السلبية عن العمل الحزبي في أوساط المجتمع ,تلك الصورة السلبية التي هي أساسا موجودة سلفا,.....الخ.

#الخلاصة :

إنها عملية ,,الفرز والغربلة,, كمظهر من مظاهر ,,مرحلة التيه الوطني,, التي نعيشها ونعاني منها ونتجرع ويلاتها وعلقمها جميعا, ولا شيء سواها.

بكم...يتجدد الأمل...ويتحقق

................

#نعم-للدولة-المدنية-الحديثة

إن غدا لناظره أقرب وأفضل

دعوها فإنها مأمورة