آخر تحديث :السبت-20 أبريل 2024-11:06ص

في عمق الاغتراب الزمكاني

السبت - 18 أبريل 2020 - الساعة 11:07 م

د . محمد حميد غلاب الحسامي
بقلم: د . محمد حميد غلاب الحسامي
- ارشيف الكاتب


 

القراء الكرام...

إنه إذا نظرنا إلى واقعنا وبعمق كأمة وكمجتمعات وبلدان في إطارها عموما ونخبا مثقفة خصوصا, بعيدا عن التعصب والغريزة العاطفية وبقدر ولو يسير من الحيادية ومحاسبة الذات, طبعا من وجهة نظري الشخصية المتواضعة وبحسب الأرضية المعرفية والبحثية المتواضعة التي أدعي لنفسي امتلاكها, ومهما كانت الفوارق الزمنية ومهما كانت الفوارق المكانية, وبغض النظر عن صوابية الأفكار والايدلوجيات والتجارب من عدمها وبغض النظر أيضا عن الفوارق النسبية بين تلك المكونات هنا وهناك وكذلك داخل المكون الواحد, إلا أننا نجد :

إخواني : يعيش حسن البنا وسيد قطب، اغترابا زمكانيا ,وعيا ووجدانا,.

سلفي : يعيش أحمد بن حنبل وإبن تيمية، اغترابا زمكانيا ,وعيا ووجدانا,.

شيعي : يعيش مأساة الحسين,كربلاء, والأئمة...، اغترابا زمكانيا ,وعيا ووجدانا,.

ناصري : يعيش مصر عبدالناصر، اغترابا زمكانيا،  وعيا ووجدانا,.

بعثي : يعيش ميشيل عفلق اغترابا زمكانيا, وعيا ووجدانا,.

شيوعي : يعيش ماركس وانجلز ولينيين, اغترابا زمكانيا،  وعيا ووجدانا,.

ليبرالي : يعيش الليبرالية ، اغترابا زمكانيا , وعيا ووجدانا,.

.......

........

وكلهم ينطلقون من أرضية معرفية موروثة واحدة,,التراث,, بمفهومها السلبي ,وعيا ووجدانا, متمثلة ب,,النظام الأبوي,, و ,,وعي التخلف,, و ,,وعي الظلامية,, تتحكم بهم وتسيطر عليهم, وعيا ووجدانا, الثقافة العصبية الضيقة والمقيتة...,ينهلون منها ثقافتهم ويتعاملون مع أنفسهم ومع الآخر وفقا لها وفي إطارها, ثقافة الصورة النمطية السلبية تجاه الآخر وتمجيد الذات...

وكلهم يسقطون ايدلوجياتهم عليه, يختارون منه ويقدسون ما يناسبها ويرفضون ويمقتون مالا يناسبها و,,يذبحون التراث,, كما كما أشار إلى ذلك المفكر الراحل / جورج طرابيشي في كتابه القيم,,مذبحة التراث في الثقافة العربية المعاصرة,, والذي أنصحكم بقراءته, لمن هو مهتم بذلك,.

وكلهم يعشقون الاستبداد والاستعباد,وعيا ووجدانا, والتماهي الكلي مع كل ذلك...

وكلهم يرفض الآخر ويمقته ويحتقره ويكفره... ولا يعترف به ويسعى جاهدا لإقصاءه بل وإلغاءه....,وعيا ووجدانا,.

وكل عقلياتهم تعاني من نفس الإشكاليات المتعددة والمتنوعة: الماضوية, الأبوية الذكورية, الصنمية, التقديسية, الاغترابية, الاقصائية الاستبعادية, الاختزالية, الاستبدادية الاستبعادية, التسلطية التحكمية, إحتكار الحق والحقيقة ,المؤامراتية والتعالي على الآخر وتمجيد الذات.........الخ.

وكلهم بعيدون كل البعد,وعيا ووجدانا,قولا وسلوكا وعملا, عن مفهوم الدولة المدنية الحديثة بركائزها الأساسية.....

وكلهم بعيدون كل البعد,وعيا ووجدانا, عن  الهوية الحقيقية المتمثلة ب,,الهوية الإنسانية,,....

وكلهم ينظرون إلى الإنسان الفرد,وعيا ووجدانا, باعتباره وسيلة توصلهم إلى أهدافهم وغاياتهم العصبية الضيقة والمقيتة.., يضحون به دون أي اعتبار لحياته..., سواء كان ذلك الإنسان الفرد في إطار المكون وجزءا منه أم في إطار مكون آخر..., لا باعتباره كيانا إنسانيا مستقلا والوسيلة والهدف والغاية من أية عملية تغييرية حقيقية......

وكلهم.....

وكلهم.....

وكلهم.....

وكلهم ينتظرون المنقذ والمخلص الموهوووووووم,وعيا ووجدانا,.

........

وكلنا....

ضحاياهم....

 

طبعا هنالك استثناء هنا..وهناك...، وفي صفوف تلك...وتلك...

 لكن وكما تقول القاعدة : إن الاستثناءات لا حكم لها

.......

.......

ياااااللهول و ياااااللفاجعة و ياااااللمصيبة و ياااااللكارثة...

وياااااللاغتراب الزمكاني....

.......

هذه هي أمتنا!!!....وهذا هو واقعنا!!!....

شئنا أم أبينا

......

وعليه :

!ن أية أمة تعيش نخبها.. الاغتراب الزمكاني ومنتظرة المخلص!!!! والمنفذ!!!!، وعيا ووجدانا، لا فائدة منها ترجى وتنتظر....

.................

#الخلاصة :

إنه الاغتراب الزمكاني....ولا شيء سواه

بكم..يتجدد الأمل..ويتحقق

.................

 

#نحو-حركة-نهضوية-عربية-جديدة

إن غدا لناظره أقرب وأفضل

دعوها فإنها مأمورة