آخر تحديث :الجمعة-19 أبريل 2024-12:59ص

قاضية «فيسبوك»... توكل كرمان!

الثلاثاء - 12 مايو 2020 - الساعة 02:26 ص

مشاري الذايدي
بقلم: مشاري الذايدي
- ارشيف الكاتب


الخطوة الأخيرة التي أقدمت عليها شركة فيسبوك بتشكيل «لجنة الرقابة العالمية على محتوى فيسبوك وإنستغرام» ونوعية الأعضاء الـ20 المختارين، تكشف أكثر عن عمق وخطورة التحالف الدولي الخبيث بين القوى الأصولية الإسلامية واليسار العالمي، بصيغته الرقمية الديجتال.
صُدم الناس في العالم العربي، خاصة الشعب اليمني، من اختيار الناشطة الإخوانية الحادة اللسان المدعومة من تركيا وقطر، توكل كرمان، عضواً في هذه اللجنة الرقابية القضائية التي قررت «فيسبوك» أن أوامرها ملزمة.

توكل صفحة مكشوفة، انحيازتها الحزبية مفضوحة، وهي تعارك كل يوم لمصلحة جماعة الإخوان ونظام إردوغان التركي وحمد القطري، بصلافة وجهرية وسوء كلام، يعني ليست موارية باطنية في هذا التوجه، ومع ذلك قرّرت إدارتا «فيسبوك» و«إنستغرام» تسليط توكل على ملايين المستخدمين، خاصة في اليمن ومصر، حيث ينتشر «فيسبوك» أكثر من «تويتر».

ماذا يكشف هذا التصرف؟

ضعْ مع ذلك بقية الأسماء المختارة وأغلبهم من اليسار الأوبامي الضارّ بنا نحن العرب، عرب الاستقرار والرفض للمشاريع الإيرانية والتركية والإخوانية، مثلاً من ضمن قضاة السوء في «فيسبوك» هؤلاء، قانونية أميركية يسارية هي باميلا كارلان، ونشرت عنها قناة «العربية» ما يفيد بانتمائها الأوبامي الحارّ وعدواتها العلنية لخصومه.

الحق إننا أمام ظهور جديد لمعالم هذا التحالف الذي تحدثت عنه كثيراً هنا في هذه المساحة من الصحيفة، وفي أماكن أخرى، وهو التحالف الثلاثي القائم على أضلع ثلاثة هي:
الشبكات الخمينية الدولية، والشبكات الإخوانية الدولية، وقوى اليسار الجديد بشكله الأوبامي.

هذا التحالف الثلاثي يملك قوة جبارة في الميديا التقليدية، مثلاً «سي إن إن» و«واشنطن بوست» و«بي بي سي» مثلاً، والسوشيال ميديا من خلال التحكم في إدارة المنصات الكبرى لهذه الخدمات، وفي مقدمتها «فيسبوك» و«تويتر» وغيرهما، كما يملك هذا التحالف أو يقدر على التأثير الأكبر على الساحة الفنية والإنتاج الدرامي، ليس فقط في هوليوود، بل في المحتوى الجديد الذي نراه في منصة مثل «نتفلكيس»، وبالمناسبة هذه الأخيرة تعاقدت مع الزوجين أوباما على إنتاج خاص لهم بعشرات الملايين من الدولارات!

مهمة هذا الحلف الثلاثي الخبيث نترويج رواية «الإخوان»، بقناعهم الديمقراطي الزائف، ورواية أو مظلومية القوى الخمينية في الغرب، وتطرفات وهراء اليسار الجديد حول قضايا مثيرة، ليس فقط حرب اليمن واستهداف السعودية والإمارات ومصر بشكل خاص، بل في قضايا مثل «مناصرة وتطبيع» الشذوذ الجنسي والتطرف البيئي الخ. والغريب كيف تجد إسلامية صومالية أميركية مثل إلهان عمر نائبة الكونغرس الأميركي تخدع اليسار الأميركي بنصرتها لقضايا الشذوذ!
هو تخادم مكشوف وتحالف مشبوه، لم تصنع «فيسبوك» جديداً فيه، سوى المزيد من الانفضاح.