آخر تحديث :الجمعة-26 أبريل 2024-05:33م

الذات الإنسانية الأخلاقية

الخميس - 09 يوليه 2020 - الساعة 09:15 م

د . محمد حميد غلاب الحسامي
بقلم: د . محمد حميد غلاب الحسامي
- ارشيف الكاتب


 

القراء الكرام…
ليكن معلوما،بأنه وعندما يكون الإلتزام الأخلاقي تجاه الذات،سواء كانت ذاتا فردية أو جمعية إجتماعية مجتمعية جماعاتية عامة أو خاصة(نخبوية..)، هو المحرك والموجه الأساسي لأي شيء يصدر منها،قولا وفعلا وسلوكا وتصرفا، وذلك فيما تقوم به وتتفاعل معه، سواء تجاه نفسها أو غيرها، ونابعا منها ومنبعا لكل ذلك، فإنه وفي هذه الحالة تكون تلك الذات قد سمت وارتفعت وأصبحت ذاتا أخلاقية إنسانية حقيقية لا تحتاج إلى رقيب أو أي ضابط من الضوابط التي تمنعها أو تحدها من ممارسة أي شيء لا أخلاقي..،وهذا هو الوعي الأخلاقي المتمثل بالضمير الذاتي الحي والتقوى والإحسان بالمفهوم الديني… 
ليس ذلك وحسب، بل إن المراقبة والعتاب الذاتي تراقب وتعاتب نفسها عتابا شديدا وقاسيا إذا ما صدر منها أي شيء يخالف ذلك،مهما كان ذلك الشيء من البساطة، ومهما كانت الظروف التي أجبرتها على ذلك..
فالوعي الأخلاقي للفرد والمجتمع والشعوب والأمم بمكوناتهم المختلفة هو الركيزة الأساسية التي يجب بأن يبنى على أساسها ووفقا لها أي نوع من أنواع الوعي الآخرى، دينيا كان أم مذهبيا أم سياسيا أم ثقافيا أم اقتصاديا أم اجتماعيا أم ايدلوجيا أم حزبيا أم قوميا وأمميا...إلخ، فهو الضمان الوحيد والأوحد لإيجابية أي وعي ومن ثم السلوكيات الناتجة عن ذلك الوعي، وهو الحصن الحصين والسد المنيع الذي يحصن الأفراد والمجتمعات والشعوب والأمم من أي اختراق بهدف النيل منها..إلخ،وهو الضامن الوحيد والأوحد لمنظومة القيم الإيجابية في المجتمعات والشعوب والأمم، بقاء واستمرارا وفائدة، وكل مجتمع من المجتمعات وشعب من الشعوب وأمة من الأمم لا يسود فيها الوعي الأخلاقي تعتبر متخلفة وجاهلة بما ينتج عن ذلك التخلف وتلك الجهالة من آثار كارثية عليها وبما يترتب على ذلك من صراعات عصبية ضيقة ومقيتة...إلخ.
فلا يمكن لأي مجتمع متخلف وجاهل ولا لأية أمة متخلفة وجاهلة بأن تبني حضارة دون أن ترتقي بوعيها إلى مستوى الوعي الأخلاقي، فالوعي الأخلاقي هو أساس بناء الحضارات، قديمها وحديثها، وما إنهيار الحضارات إلا نتيجة طبيعية وحتمية تاريخية وانعكاسا حقيقيا وطبيعيا لإنهيار وعيها الأخلاقي متمثلا في إنهيار منظومة القيم الأخلاقية واستبدالها بمنظومة القيم الغير أخلاقية وإحلالها محلها.
وهذا ما عملت عليه تلك الأنظمة الاستبدادية الاستعبادية التسلطية الطغيانية والشمولية لتضمن بقائها واستمراريتها وسيطرتها على المجتمع، أفرادا ومكوناتا مختلفة، لأطول فترة زمنية ممكنة...
لذلك فإن أي شيء يصدر منها يكون الهدف والغرض الأساسي له هو إرضاء نفسها، تناغما وتناسقا واتحادا وتوحدا، بغض النظر عن مردود ذلك تجاهها، ودون إنتظار لأي مقابل جراء ذلك، وحتى لو حصل ذلك يكون عبارة عن تحصيل حاصل وباعثا لها على المزيد والمزيد من العطاء الإنساني..
إذ أنه ومهما بلغت تلك الذات من الإنسانية في تعاملها مع نفسها ومع غيرها، وفي نفس الوقت لا تجد من يقدرها حق قدرها،ولا يؤخذ بيدها تشجيعا حميما، بل تجد وتلاقي العكس من ذلك، تجاهلا ونبذا واستخفافا واستهانة، بل واحتقارا، فإن ذلك حتما سوف يؤثر عليها تأثيرا سلبيا كبيرا، مما يجعلها تتقاعس عن فعل ذلك،لكنها حتما لن تفقد وتفتقد إنسانيتها، بل قد تنطوي على نفسها، ويكون ذلك بمدى درجة وحدة تلك الإنسانية الأخلاقية، وبمدى درجة وحدة ونوعية تلك الظروف المحيطة بها…
لذلك فإنه من الواجب علينا جميعا، أفرادا ومكونات مختلفة، بأن نتفاعل مع تلك الذات..تفاعلا إيحابيا حتى لا يصيبها أو يعتريها أي شيء يؤثر على أداءها الأخلاقي…
بكم..يتجدد الأمل..ويتحقق 
……… 
#نحو-حركة-نهضوية-عربية-جديدة
إن غدا لناظره أقرب وأفضل
دعوها فإنها مأمورة