آخر تحديث :الخميس-28 مارس 2024-04:12م

ظواهر الماضوية

الإثنين - 13 يوليه 2020 - الساعة 10:07 م

د . محمد حميد غلاب الحسامي
بقلم: د . محمد حميد غلاب الحسامي
- ارشيف الكاتب


 

القراء الكرام..... 
إن أية أمة من الأمم لا يمكن لها بأن تعرف الإنطلاقة الحقيقية نحو المستقبل إلا من خلال حاضرها ,دراسة تحليلية علمية ومنهجية للواقع الحالي لها ومتطلباته وتنظر للماضي من خلاله وبه بحيث تأخذ منه ما يتوائم ويتوافق معه واخذة نصب عينيها المستقبل الذي تتطلع إليه ,.وإذا نظرنا من خلال ذلك إلى العقلية العربية الحاضرة فإننا نجد بأن الماضوية تعتبر إحدي الإشكاليات المهمة التي تعاني منها ,إن لم تكن أهمها , ذلك لأن العقلية العربية الحاضرة مازالت أسيرة الماضي, وعيا وسلوكا, قولاً وعملاً, بكل صوره وأشكاله وتنوعه, أو كما يقول/ المفكر / طارق حجي ,,فإن الماضوية هي إحدي السجون التي يقبع فيها العقل العربي الحاضر,,..... وذلك تمجيدا وتقديسا لذلك الماضي, إذ يقول ويعبر عن ذلك المفكر العربي /د.محمد عابد الجابري - رحمة الله عليه -فيما معناه: بأن العقلية العربية التي تريد إنتاج الماضي وإسقاطه على الحاضر ليس ذلك الماضي الذي كان فعلا واقعا وإنما ذلك الماضي الذي كان يجب له بأن يكون في نظر ووعي تلك العقلية,,.

وعليه : 
فإن من أهم الظواهر لتلك الماضوية في العقلية العربية الحاضرة هي :

الظاهرة الأولى :

 التمسك الشديد والقوي بالعادات والتقاليد الإجتماعية, إيجابية كانت أم سلبية,..,وعيا وسلوكا , قولاً وعملاً, يتجلى ذلك واضحا ابتدأ من خلال طريقة اللباس التقليدي وطريقة المأكل والمشرب والعلاقات الاجتماعية والأسرية وانتهاء بكيفية العلاقة الزوجية بين الزوجين....ورفضا لكل ماهو جديد وحديث بإعتباره يهدد النسيج الاجتماعي والأسري........

الظاهرة الثانية :

إعادة إنتاج الماضي بكل صراعاته وشخوصها ومن ثم الصراع عليه وكأنها حدثت قبل أيام قليلة وليس قبل قرون عديدة, ابتداء من سقيفة بني ساعده مرورا بما تسمى ب,الفتنة الكبرى, ومعركة الجمل وصفين وكربلاء ...الخ وقد تعود جذورها أيضا إلى ,داحس والغبراء, وغيرها من الصراعات الجاهلية, يتجلى ذلك واضحا من خلال ما نراه من إذكاء تلك الصراعات في وقتنا الحاضر عبر الأحياء المستميت والممنهج لتلك المناسبات......

الظاهرة الثالثة :

ظاهرة العيش في الماضي, فكرا وبحثا وإنتاجا ونقاشا,يتجلى ذلك واضحا من خلال الكتابات العديدة عن الماضي, إما تمجيدا وتقديسا له,وإما ذما وتوبيخا وهدما له وتشكيكا به, ويتجلى ذلك من خلال النقاشات العامة عبر وسائل الإعلام المختلفة أو عبر المجالس الخاصة بالمنتديات أو الأشخاص, إذ أنه لا يخلو أي نقاش من الماضي والتحدث عنه,إيجابا كان أم سلبا,حتى ولو بدأ ذلك النقاش حول مشكلة قائمة إلا أنه ينتهي بإحضار الماضي والصراع عليه والخصومة وفقا له.........

الظاهرة الرابعة :

ظاهرة إعادة إنتاج المقولات الماضوية والبحث فيها ومن خلالها عن الحلول المناسبة لمشاكل الحاضر ,متناسيين, وعيا,الزمانية التي تفصلنا عنه والتطور الاجتماعي للمجتمعات عبر مرور الزمن والتطور المعرفي مع ما يقتضيه كل ذلك من تطور للمشكلات الاجتماعية والاقتصادية. ..الخ وما تقتضيه تلك الحلول وفقا لذلك التطور.......

الظاهرة الخامسة :

ظاهرة السيطرة التامة للثقافة الماضوية ونتائجها,إيجابية كانت أم سلبية, على الوعي والإدراك للعقلية العربية  الحاضرة ويتجلى ذلك من خلال الرفض المطلق لكل ماهو جديد وحديث بإعتباره يهدد كيان الأمة وهويتها وموروثها الثقافي والمعرفي،والأخطر من ذلك باعتباره يهدد الكيان الديني لها ويلغيه.........

الظاهرة السادسة :

ظاهرة الغياب التام للرؤية المستقبلية في العقلية العربية الحاضرة وذلك نتيجة طبيعية وحتمية وانعكاسا حقيقيا لعيشها, وعيا وسلوكا, في الماضي ولم تستطع تجاوزه إلى الحاضر فكيف بها وهي كذلك بأن تفكر بالمستقبل ..........
هذا بعض من فيض حاولت بقدر المستطاع صياغته بكلمات بسيطة وبطريقة مختصرة وأترك لكم جميعا الإرثراء, اضافة,أو تصويبا أو تصحيحا , ........
.............
#الخلاصة : 
إن أية عقلية تعيش ماضيها ,وعيا وسلوكا, قولاً وعملاً, ولم تستطع تجاوزه إلى الحاضر, لا يمكن لها بأن تفكر حتى مجرد التفكير في مستقبلها ..
بكم..يتجدد الأمل..ويتحقق
..............

#نحو_حركة_نهضوية_عربية-جديدة
إن غدا لناظره أقرب وأفضل 
دعوها فإنها مأمورة