آخر تحديث :الخميس-25 أبريل 2024-12:30م

الجزء الثاني من : " الرئيس هادي . قيادة نحو الحلول ام قيادة تعقيدات واختلاق للتأزيم ?!

السبت - 25 يوليه 2020 - الساعة 07:12 ص

عبدالله فرحان
بقلم: عبدالله فرحان
- ارشيف الكاتب




بالعودة الى الخلف نستحضر بعض الذكريات على عجالة لنستكمل حلقات تالية لنشر سابق حول الرئيس هادي وابرز محطات مسيرته الرئاسية خلال تسع سنوات .

ففي احدى تصريحاته في العاصمة صنعاء متحدثا عن الصراع افاد للاعلام 
" بانه في بيته الكائن بشارع ال60 يتوسط جبهتي قتال . موضحا في تصريحه بان قوات علي محسن شمالا وقوات صالح جنوبا وانه ومنزله مثله مثل الامم المتحده لرسم حد فاصل بين جبهات الصراع ".

ذاك الخطاب أتى في بدايات ولايته ليبدو من خلاله هادي للجميع بانه رئيس يستهوي البقاء في منطقة وسط يغذي صراعات هنا وهناك تعيق غلبة جهة ضد اخرى بما يكفل بقائه كخيار مقبول بالاكراه لدى اطراف الصراع والمجتمع الدولي لفترات قادمة .
وهو الحال نفسه يتم تكراره حاليا في تعز وعدن وشبوه والمهرة التي تشعل فيها قرارات هادي اشكال مختلفة من الصراعات ..

خلال الفترة الانتقالية الاولى وعام التمديد اعتكف اليمنيون على رسم خارئط تنظيرية لشكل اليمن الجديد . وكان هادي حينها منشغلا جدا في مهام تفكيك حزب المؤتمر
ويهندس بكل مهارة لامكانية الاستحواذ على رئاسة الحزب والاستيلاء على قناة اليمن اليوم ومسجد الصالح ومحطات اعلام المؤتمر لتتحول الى منابر تهتف باسمه بديلا لصالح وعلى أمل ان ينال من خلال ممثلي المؤتمر في الحوار والبرلمان قرارات التمديد .بعقد صفقات مع الخصوم حلفاء الظل .. وبالفعل حسم هادي تلك المعركة وتمكن من الاستيلاء على قنوات صالح واختلاق حالة تأزيم تزيد من رفع وتيرة مستويات التصعيد .
ولم يكتفي بذلك وحسب بل ذهب الى اصدار توجيهات تمنح علي محسن الاحمر حق الاقامة والدوام الرسمي داخل الرئاسة كونه المستشار العسكري للرئيس كرسالة استفزازية توحي لصالح بان محسن بديلا له لينقل بتلك الرسالة المعركة من التأزيم الى المواجهة ويستمر هادي رئيسا في ظل دوامة صراع .

عام 2014 كان الموعد الدستوري لنهايات ولاية هادي الانتقالية يفترض ان تتوج بانتخابات وبدون شك كانت ستزيح هادي من الرئاسة .
وهو الامر الذي جعل هادي يستصدر قرار عبر مؤتمر الحوار يقضي بتمديد فترته الانتقالية لعام قادم منتهاه 21 فبراير 2015 شريطة الاستكمال فيه لمؤتمر الحوار والاستفتاء على الدستور واجراء انتخابات رئاسية عند منتصف فبراير 2015 .
وبالرغم من نيل هادي فترة التمديد الا ان منتهى العام سينهي مطامع هادي الرئاسية وسيزيحه من على السلطة .
وهنا مجددا بالنسبة لهادي لا خيار امام مطامع البقاء في الرئاسة سوى الاطاحة بمسودة الدستور قبل ان تطيح المسودة بالرئيس . وبالفعل كسب هادي المعركة بطريقة او اخرى حيث تم اختطاف المسودة واختطاف حاملها المستفز لجماعة الحوثي وصالح عوض بن مبارك مدير مكتب هادي وبفعل ذلك الاختطاف تم اختلاق اولى فصول مرحلة جديدة من مراحل التأزيم .

الرئيس هادي يكرر اليوم وعبر ماكنات اعلامية واجندة حزبية استنساخ فيتشوب صورة الماضي باختياره لوضع يبدو عليه اليوم كما كان عليه فيما قبل 2015 كرئيس مطوق بحصار عسكري وامني يجعله امام الداخل والخارج في وضع الرهينة او السجين ليبدو في حالة يرثى لها ليتمكن من خلاله ان يخلق قناعات تعاطف وموجات تبرير لدى عامة الناس تسقط عنه المسؤلية وترمي بها على الاخرين على اعتبار ان هادي رئيس يحمل في قلبه وطن ولكن ضغوطات داخلية وخارجية تسلبه الارادة وتصادر عنه حق القرار وتجعله خارج نطاق الخدمة ولا يحق لاحد ان يحمله شيئ من المسؤلية .. 
وهذه طبعا قناعات مضلله ومزاعم ثبتت اكاذيبها خلال فتراته السابقة وتتكشف عنها اقنعة التزييف اليوم في محطات متتابعة واحدة تلو الاخرى تكشف للجميع حقائق مفادها : 
بان هادي يمتهن بذكاء تقمص الدور المسلوب ليخلق حوله اقطاب وكيانات تتصارع مع بعضها ليستمر الحال نحو مزيد من العبث ويستمر معها هادي رئيسا يقاتل في سبيله شعبه فداء لتحريره من قبضة الارتهان على أمل ان ينال هادي اليوم او الغد فرصة التمكن ليحقق للوطن طموحات اجياله ويبني لشعبه اليمن الجديد .

وبالعودة الى الخلف مجددا وتحديدا الى ماقبل 2015 لتفنيد مزاعم وادعاءات فقدان هادي لقوة القرار فاننا نذكر اصحاب تلك الادعاءات بان قوات صالح عجزت او امتثلت مجبرة لقرارات هادي بشأن اجتياح قناة اليمن اليوم .
وهو العجز او الامتثال نفسه امام القرارات التي اطاحت بمحمد صالح الاحمر من قيادة الدفاع الجوي والطيران وتمكين القوات الجوية لقيادة اخرى اختاره علي محسن واصدر به هادي قرار تعين لتقود قوات جوية تعد هي الاخطر والاقوى في حسم المعارك ودقة الاستهداف .

قرارات اخرى تؤكد مدى الزامية التنفيذ اذا اراد لها هادي النفوذ ولعل ابرزها قرار التفكيك العسكري لقوات الحرس الجمهوري وازاحة احمد علي صالح من القيادة ونفيه خارج اليمن وجميعها تؤكد بان هادي الرئيس الفعلي المسيطر حينها وصاحب قوة القرار ..

وفي المقابل فاحداث اخرى كثيرة عكسية ماكان لها ان تتم في حال صدور قرارات تعترضها او تعيقها من قبل هادي وتحديدا فيما قبل سقوط مدينة عمران واجتياح لواء القشيبي310 كون ذلك السقوط والاجتياح لم يقابله قرار يذكر يقضي بالتدخل او الاعاقة ولو على مستوى بيان تنديد صادرا من قبل هادي ..
بل على العكس من ذلك فلقد قابل ذاك الاجتياح احتفال ومباركة بخطاب رسمي القاه هادي وسط مدينة عمران يؤكد فيه بان عمران عادت الى احضان الدولة .

عقب سقوط عمران لم يجد الحوثيون مبررا يضفي عليهم شرعية التقدم نحو صنعاء فكان ثاني ايام عيد الفطر قرار حكومة هادي يقضي باصدار جرعة سعرية لرفع سعر المشتقات النفطية 100% دون قبول لتقسيط تنفيذ قرار الجرعة على مراحل . وكان القرار يومها دون شك متفق عليه كمبرر لشد رحال مسيرة الحوثيين زحفا نحو صنعاء تحت غطاء جماهيري غاضب من قرار الجرعة وانتهى باجتياح صنعاء ...

وعلى غرار استقبال هادي لسقوط عمران استقبل سقوط صنعاء بصدر منشرح يعانق قيادات الفتح المبين والجلوس معهم لتوقيع اتفاق السلم والشراكة ولعل الكثير يتذكر خطبة هادي الشهيره التي اكد فيها بان مسيرة الحوثين تصحيحا للثورة ومساراتها ..
وتهكم فيها ايضا بالشتم والاتهام ضد الناشطين والاعلاميين الزاعمين بان صنعاء سقطت مؤكدا بان ما حدث ليس سوى استئصال للمرض .
وهنا تحديدا كافة المؤشرات تؤكد بان هادي حينها لم يكن تحت ضغط او تهديد امام خيارات القبول باجتياح الحوثي لصنعاء بقدر ما كونه مرحبا بذلك لرمي عصافير ثلاثة بحجر واحد فبواسطة الحوثي سيتخلص من محسن وصالح وسيبتز السعودية للخلاص من الحوثي ناهيك عن تحقيق الصراع اهدافه الخاصة في البقاء على كرسي الرئاسة .
ولكن الرياح تأتي بما لا تشتهي السفن .