آخر تحديث :السبت-20 أبريل 2024-03:15ص

حلمي الكبير

السبت - 22 أغسطس 2020 - الساعة 12:05 ص

د . محمد حميد غلاب الحسامي
بقلم: د . محمد حميد غلاب الحسامي
- ارشيف الكاتب


المتابعين الكرام

ليكن معلوما :
بأن التعريف الحقيقي والواقعي وليس المجازي والطوباوي للوطن هو :
تلك البقعة الجغرافية المحددة بحدودها الجغرافية مع جيرانها والمعترف بها دوليا والقائمة وفقا للقوانين الدولية المعمول بها والسارية المفعول والتي تتمتع بكامل السيادة والاستقلال التام الوطنيين ولها ممثليها ومندوبيها مع الدول الأخرى.....
والمنظمات الإقليمية والدولية القائمة, ولها علمها الخاص ونشيدها الخاص ودستورها الخاص بها...الخ.
هذا بإختصار شديد التعريف المادي للوطن .
أما التعريف المعنوي للوطن فهو ذلك الوطن الذي يعتبر الحضن الدافئة لكل مواطنيه والملاذ الأمن لهم والحامي الحقيقي لهم ,الوطن الذي يجدون فيه الأمن والأمان المادي والمعنوي, الوطن الذي يوفر لهم كل أسباب الحياة الحرة والكريمة ,الوطن الذي ينامون فيه وهم مطمئنيين على أرواحهم من القتل وعلى بطونهم من الجوع وعلى كرامتهم من الهتك وعلى حريتهم من الاستعباد والاستبداد, الوطن الذي يضمن لكل ساكنيه وحاملي جنسيته مستقبلا زاهرا لهم ولأبنائهم وللأجيال القادمة من بعدهم, الوطن الذي يعتزون به ويعتز بهم أينما حلوا وحيثما كانوا وأينما ارتحلوا, الوطن الذي إذا ما تعثر أحد من أبناءه في إحدى قمم جبال العالم أو وديانه أو غاباته أو سهوله أو بحاره. .الخ تجده حاضرا لنجدته وتقديم يد العون له بأسرع ما يمكن ,الوطن الذي إذا تعرض أحد من أبناءه للضيم أو التعسف أو الجور أو الانتقاص, سواء في الداخل أو الخارج, تجده ينتصر له ويأخذ بحقه من قبل من قاموا بذلك, الوطن الذي يشعر ويحس أبناءه بإنسانيتهم وآدميتهم.....
الوطن....
الوطن....
الوطن....
الوطن...

ذلك الوطن الذي أتحدث عنه وأحلم به واشتاق إليه وفي أمس الحاجة إليه , ليس وطنا طوباويا, وإنما وطنا حقيقيا وواقعيا وواقعا يعاش في أغلب بقاع الأرض المعمورة , وكما هم حصلوا عليه ...ونالوه. ..فليس بمستحيلا علينا كذلك بأن نحصل عليه. .ونناله. 
.............
آآآآآآآآآه, ثم  آآآآآآآآآه,
كم أشتاق واحن واحتاج إلى ذلك الوطن...

ذلك الوطن الحقيقي لا يمكن الحصول عليه إلا عبر إعادة بناء الدولة المنهارة على أسس سليمة صحيحة وسلمية حقيقية وفقا لإسس وقواعد ومرتكزات الدولة المدنية الحديثة,تلك الدولة بكل مرتكزاتها تعتبر بمثابة قد الصهر التي تصهر فيه جميع وكل الولاءت العصبية الضيقة والمقيتة لتنتج ولاء وحيدا وواحدا ألا وهو الولاء الوطني للوطن بإنسانه وأرضه, وهي الوسيلة الوحيدة والضمان الوحيد والأوحد للخروج مما نحن فيه..وعليه..ولعدم العودة إلا كل من وما أوصلنا إلى هذه المرحلة " مرحلة التيه الوطني.. "...
ذلك الوطن وتلك الدولة لا يمكن له ولها أن توجدا وتصبحا حقيقة واقعية ملموسة معاشة إلا بوجود نخبة وطنية حقيقية تقوم بذلك الدور وتلك العملية, دور وعملية بناء الوطن الحقيقي عبر بناء الدولة المدنية الحديثة بركائزها الأساسية... 

أعرف وأعلم معرفة حقيقية يقينية وعلم حقيقي يقيني بأنني أحلم وأحلم, وسوف آظل أفعل ذلك ما بقي في نفس في هذه الحياة...

يقول الشاعر :
ولي وطن آليت ألا ابيعه ,وألا أرى غيري له الدهر مالك
ويقول آخر :
وطني لو شغلت بالخلد عنه, نازعتني إليه في الخلد نفسي 
لكن السؤال الذي يطرح نفسه هنا هو:
متى يكون ذلك ؟!!!

يقول البردوني,رحمة الله عليه, :
مواطن بلا وطن لأنه من اليمن 
تباع أرض شعبه وتشترى بلا ثمن 
يبكي إذا سألته, 
من أين أنت  ؟!!
أنت من؟!!

لنحلم جميعا بذلك.. وتلك..,وليقم كل منا كل بحسب طاقته وقدرته وقدراته وبحسب موقعه وامكانياته وبطرق سلمية سليمة من أجل بناء الوطن الحقيقي عبر إعادة بناء الدولة المنهارة على أسس مدنية حديثة وصولا إلى إقامة الدولة المدنية الحديثة بركائزها الأساسية...مهما كانت صعوبة ذلك, ومهما كانت العراقيل.. ,ومهما كلفتنا تلك الوسيلة السلمية السليمة, فالعنف لا يمكن له إلا بأن يولد وينتج عنفا, والشر لا يمكن مجابهته ومقاومته والقضاء عليه بالشر, والنار لا يمكن إطفاءها بالنار....

السلمية السليمة هي وسيلتنا الوحيدة....
بكم..يتجدد الأمل..ويتحقق 
......

#نعم-للدولة-المدنية-الحديثة
إن غدا لناظره أقرب وأفضل
دعوها فإنها مأمورة