آخر تحديث :الجمعة-29 مارس 2024-03:49م

إرهاب الدولة

السبت - 29 أغسطس 2020 - الساعة 04:16 ص

عبدالحليم صبر
بقلم: عبدالحليم صبر
- ارشيف الكاتب


ولا سمعنا صوت إدانة لاقتحام الحجرية واللواء 35 مدرع من قبل محور تعز العسكري ومليشيات الحشد الشعبي، لا من دولة الدكتور معين عبدالملك، ولا من السلطات العليا المختصة، ولا من الأحزاب السياسية (...)، ولا حتى من الشخصيات الاجتماعية التي متعودين نسمعها عادةً في مثل هذه الأحداث..

الجميع التزموا الصمت..

لماذا؟

هل هناك أعظم من جريمة إعدام الدكتور أصيل عبدالحكيم الجبزي، أو منتظرين أن تصل الجريمة كل بيت حتى نوقن بأن الدولة أصبحت تقدم رقاب الناس لسكاكين الإرهاب؟!

اليوم الحديث عن قتل التعددية السياسية في منع فعالية المؤتمر الشعبي العام، ما هو إلا حالة من الترف أمام استخدام كل الآليات والمركبات العسكرية المهولة ضد المواطنين الذي ترعاه الدولة.

قتل النفس واقتحام البيوت وترويع الأطفال وافزاع النساء، وقتل الإنسانية.. وهدم للأخلاق وإفساد المجتمع، بغطاء الدولة هو ما ينبغي الحديث عنه والوقوف أمامه بحزم وإرادة المجتمع بكل تشكيلاته البنيوية حتى لا يسقط الجميع.

قتل فكرة الدولة في أذهان الناس يأتي في استخدامها ـ أي الدولة ـ لسلب إرادة المجتمع وذل كرامتهم، بواسطة "الاستخدام المنتظم للعنف لخلق مناخ عام من الخوف في عدد السكان، ومن ثم تحقيق هدف سياسي معين" وهو ما على معين عبدالملك وسلطان البركاني التدخل فيه ووضع ما من شأنه تحرير الشرعية المختطفة من قبل المكونات التي نشأت داخل الحكومة، كون المسؤولية القانونية والأخلاقية تقع عليهم.

اقتحموا لواء وسبع مديريات ريفية، كان مجتمعها قد حدد موقفه من الشرعية في 2014م بكوكبة من الشهداء وبحر من الدماء، اقتحموا/ ها بحجة تمرد أبنائها وضباطها، فيما لم نسمع أي مصدر رسمي في الدولة يدين هذا التمرد، في المقابل أيضاً لم تصدر ولو تصريحاً يوقف إرهاب الدولة لمواطنيها.

إننا نؤكد نحن أفراد ومجتمع وشعب في تعز ونقول للدكتور معين عبدالملك إن الذهاب لاستخدام أسلوب الإرهاب لإدارة السلطة في تعز سيأتي بسكاكين الإرهاب بدلاً من ثمار الفرسك التي تنتظرون قطفها.. حينها سيكون من الصعب تطويع المجتمع لإدارة السلطة، بينما من السهل إخضاع إرادته للجماعات الإرهابية، طالما وقد شرعت السلطات ذلك.