ثقافة الاستبداد والفساد ونظام القيم

نافدة اليمن - الكاتب الدكتور/محمد حميد غلاب الحسامي

القراء الكرام...

ليكن معلوما :
بأنه وعندما تتجذر ثفافة الفساد وتجذر في أوساط المجتمع وبطريقة منهجية علمية مدروسة مع سبق الاصرار والترصد مستغلا في ذلك تخلف وجهل وفقر وسذاجة وسطحية المجتمع, ومستغلا في ذلك النصوص والشرائع الدينية العقائدية للمجتمع..إلخ, إذ أنه ومن ضمن أهم الأشياء التي تستخدمها الأنظمة الاستبدادية التسلطية الشمولية بغرض الحفاظ على إستمراريتها لأطول فترة زمنية ممكنة في المجتمعات المتخلفة والجاهلة والأكثر تأثيرا ونفعا لها هو إستغلالها للمعتقدات الدينية في تلك المجتمعات المتخلفة والجاهلة والمتاجرة بها وتبرير ما تقوم به وتفعله من استبداد وقهر وطغيان وجبروت وفساد...إلخ ضد تلك المجتمعات المتخلفة والجاهلة بمنطوق وتبرير ديني ,فإذا كان الاستبداد والفساد شرا كله فإن أخطر أنواع الاستبداد والفساد وأشدها  فتكاً بالأفراد خصوصا والمجتمعات والأمم هو ذلك الاستبداد والفساد الذان يرتبطان بالدين, مبرراً به ومشرعنا,...

وبأنه وفي هذه الحالة يختل نظام القيم في ذلك المجتمع ويفقد توازنه-المختل والغير متزن أصلا والمصاب بالهشاشة القيميية-,وفي ظل غياب وإنعدام من يقف حائلا دون ذلك ويتصدى له ويحاول منعه (نخبة ما.. ) ف( الفساد يطول عمره كلما انسحب الشرفاء من الميادين، وآثروا السلامة وتخاذلوا), ف(الثائر الحق هو من يثور لهدم الفساد، ثم يهدأ لبناء الأمجاد.),و(إن كان تغيير المكروه في مقدورك فالصبر عليه بلادة، والرضا به حمق).
وقتئذ وزمانئذ ومكانئذ  تحل منظومة القيم السلبية (اللأخلاقية) محل منظومة القيم الإيجابية (الأخلاقية) ليشكل ويتشكل أخيرا الوعي اللأخلاقي لدى غالبية أفراد المجتمع ومكوناته المحتلفة بما لذلك من آثار ونتائج سلبية كارثية وخيمة وغاية في الخطوره على ذلك المجتمع أفرادا ومكونات مختلفة.... 

وبأن هناك ترابط وثيق وعلاقة وطيدة وقوية بين الاستبداد والفساد بل إن العلاقة بينهما تصبح علاقة عضوية ومتماهية ,فالنظام الشمولي الاستبداد يعمل بكل إمكانياته وطاقاته وجهوده وقدراته على زرع ثقافة الفساد في المجتمع -قولا وفعلا - عبر منظومة من القيم السلبية التى تشرع وتبرر وتأطر لثقافة الفساد التي تعمل على كسر شوكة القاعدة الأخلاقية الإجتماعية وإحلال منظومة  القيم السلبية محلها حتى يتسنى له من خلال ذلك السيطرة الكاملة على كل مناحي ومجالات الحياة الإجتماعية و السياسية والاقتصادية والثقافية...إلخ,ومن ثم ضمان إستمراريته لأكبر فترة زمنية ممكنة..
إذ أن هنالك علاقة جدلية وحتمية بين ثقافة الاستبداد وثقافة الفساد, فحيثما وجدت الأولى وجدت الثانية.. 

وبأن ثقافة الفساد ظاهرة مرضية ممقوتة وخاصة إذا تسللت إلى النخب السياسية والحزبية والثقافية..إلخ,وقبل ذلك والأهم من كل ذلك النخب الدينية,  في المجتمع,ف(أولئك الذين يحاربون الفساد، يجب عليهم تنظيف أنفسهم.).

وبأن الأخطر من كل ذلك أن يتحول الفساد إلى ثقافة وهي ما تسمى ب,,ثقافة الفساد,, وتصبح أمرا واقعا ومقبولا ومرحب بها من غالبية أفراد المجتمع ونخبه....لما لذلك من آثار سلبية هدامة على الفرد والمجتمع...

وبأنه لن تجد ثقافة الفساد طريقها إلا إذا وجدت البيئة المناسبة لكي تترعرع فيها وتنمو,ف(ما يحدث الآن هو ثمرة فساد الإعلام، والتعليم، والتربية وأشياء كثيرة أخرى اكتسبناها بأيدينا.).
........
القراء الكرام....
ليحاول كل منا العمل على استئصال تلك الثقافة, ثقافة الاستبداد والفساد, من وعيه وحياته, سواء على المستوى البيتي أو الأسري أو العائلي أو المجتمعي, وسواء على المستوى الوعي أو العقلي والفكري والثقافي, وسواء على المستوى الديني أو غير الديني, وسواء على المستوى الفئوي أو الطائفي أو الحزبي..إلخ, كل بحسب قدرته وقدراته وبحسب إمكانياته وظروفه وموقعه..إلخ.
فقد حان الوقت وآن الأوان لذلك...
معا..وسويا
بكم..يتجدد الأمل..ويتحقق 
.......
#نحو-حركة-نهضوية-عربية-جديدة
إن غدا لناظره أقرب وأفضل 
دعوها فإنها مأمورة

مقالات الكاتب