"الشرعية" والتدهور المخزي في قيم السلطة والثروة

يتعرض المسؤول في بلادنا إلى منهج إفساد شامل يشارك فيه أقرب الناس له، أولاده وزوجته وإخوانه وأصدقائه وكل معارفه.

ترتفع فواتير الطلبات والتوقعات منه، فينغمس في معركة استنزاف الوظيفة العامة فتنهار الدولة ويبقى الفساد متسلطاً.

لا أحد يقول له: انتبه، فالوظيفة العامة لها قانون وواجب شاغليها احترام هذا القانون، الجميع يطالبه ويصفق له وينغمس معه.

شمالاً، لم نعرف نموذجاً عاماً متماسكاً ضد هذه الانغماسية.. فالجميع يرونك أحمر عين بمجرد أن يروا قدرتك على توفير مصالحهم، ولا يهم المجتمع كيف ومن أين مصادر نعمتك التي تترقى فيها، في شره يتوالد ويأكل الأخضر واليابس من القيم.

وجنوباً كانت قيادة دولة الحزب الاشتراكي ملتزمة بشكل عام، فلم تملك القيادات شيئاً إلا بعد أن انتقلت إلى عاصمة دولة الوحدة.

وفي 2011 أدخل الشره الاجتماعي ضحية جديدة إلى قائمته تمثل ب"الثورة".. الثورة التي سكب الشباب دماءهم بحثاً عن أفضلية تخيلونها لشعبهم صارت مجرد ممول جديد لهذه التغذية السيئة للسقوط الشعبي والقيمي، وبسبب دعم التحالف السخي أصبحت الحرب ضحية جديدة.

وتحولت "الشرعية" من دولة فاسدة إلى فساد له دولة، ولم يتوقف هذا الانهيار حتى الساعة.

ولن يتغير حالنا حتى يتوقف هذا التدهور المخزي في قيم السلطة والثروة.

- نيوزيمن

مقالات الكاتب