آخر تحديث :الجمعة-26 أبريل 2024-05:00ص

مراعيين للموت

الإثنين - 13 مارس 2023 - الساعة 01:02 ص

فكري قاسم
بقلم: فكري قاسم
- ارشيف الكاتب


يوصل الواحد في اليابان  الى سن الثالثة عشرة من عمره وقده يخترع ساعة ؛ ويحسب لأيام عمره بالدقيقة والثانية . 
وفي بلادنا اليمن 
يوصل الواحد سن الثلاثين  و هو والله ماهو داري كم الساعة !ولا له علم حتى كيف تشتغل الساعة ؛ ولا هو داري حتى ماهي الفائدة المرجوة من الساعة 
ويجزع عمره كله وهو مسكين مشغول ليل الله مع نهاره بقيام الساعة . 
في بلاد الكفار يوصل  الواحد الى سن الخمسين  وقد تخلص تماما من كل همومه المستقبلية ؛ ويبدأ يتفرغ لحياته الباقية ويقضيها سفر ورحلات ومتع وصحب لتعويض مافاته من رفاهية العمر . 
وفي بلادنا المصلية على النبي الوضع غير 
يوصل الواحد الى سن الخمسين سنة وعادوه بسم الله الرحمن بادي يخطط لمستقبله من ذلحين وطلع وبادىء يشتري له دباب شيطلب به الله !
واذا نفه على نفسه شويه هو والجهال وخرجوا به رحلة في يوم  يتنفخ ويزعل ويشعر بأنه اسرف في مضيعة الوقت ويرجع البيت زعلان على ضمار اليوم اللي راح من عمره من دون طلبة الله !

ومافيش سؤال يضجر باليمنيين عموما اكثر من ان تسأله كم الساعة ياخبير؟ يقولك والله مالي علم 
لكن اسأله عن قيام الساعة ؟ شيتفلسف لك للصبح وشيكلمك بطلاقة عن عوالم الغيب وستشعر وانت تسمعه بانك جالس في حضرة انسان معه مراسل في السماء ينقل له اخبار الساعة مباشرة اول باول من مكان الحدث !
اليمني بشكل خاص على أية حال  انسان هامشي يعيش خارج حسبة الوقت وخارج حساب الزمن وخارج خطوط المستقبل ؛ وعمره اللي يمشي هو في حسابه الخاص مش اكثر من رصة سنين متراكمة في حصالة عمر تالف ورتيب يقضيه سنة بعد أخرى بانتظار حظوظه الجيدة في الحياة الأخرة !
ومالوش دخل ابدا بالحاضر 
ولا له أي علاقة بحياة الساعه المعاشه على وجه الارض .
وقمة الإحباط لما تسأل واحد :
- ايش تعمل هذي الايام يافلان ؟
يقولك :
- والله ولا شي مراعيين للموت !