عشرات الجوعى والمحتاجين لقوا حتفهم في صنعاء، مساء يوم الثامن والعشرين من رمضان. تضاربت الروايات عن سبب هذه المأساة المروعة، ماس كهربائي أم تدافع ناجم عن الذعر والهروب من إطلاق النار من أحد الأطقم.
خمسة آلاف ريال كانت كافية ليهرول الناس وبجموع غفيرة نحوها، لقد ضاق بهم الحال وانسدت أمامهم الأبواب. حفنة من نقود صارت لهم حلما كبيرا. لم يكن في حسبانهم أنهم ذاهبون لمغادرة الحياة، وهم يبحثون عن النزر اليسير من المال الذي ظنوا أنه سيبقيهم على قيد الحياة.
وجع وألم وحزن لأسر كان بينها وبين الفرح بقدوم عيد الفطر المبارك بضع ساعات، بينما البكاء والعويل يجوب أرجاء المنازل ويطوف الحارات والشوارع، يخرج للراحلين، للثكالى والمكلومين من يحملهم مسؤولية ما جرى. المتحدث باسم داخلية الحوثيين عزا الكارثة لعدم التنسيق بينهم وبين التاجر! هل يعني ذلك أن ما حدث نتيجة حتمية لعدم التنسيق؟!
وماذا لو تم التنسيق، هل كانت ستصل الزكاة لكل تلك الأفواه الجائعة؟! لم يكلف نفسه أن يسأل ما الذي أوصل الناس لهذا الوضع البائس ليخرجوا بتلك الأعداد الغفيرة غير آبهين بما قد يحدث لهم؟!
كالعادة، يستثمر ويوظف الحوثيون أي مصيبة وجرم يرتكبونه في حق اليمنيين لارتكاب مزيد من الكوارث والجرائم. ها هم يعزون مذبحة الزكاة في صنعاء لعدم إشرافهم على توزيعها وتوليهم إجراءات صرفها، متناسين أنهم أس وأساس كل ما يحدث للشعب اليمني من فقر وعوز وفاقة، وأنهم من أهان ملايين اليمنيين وأوصلوهم لحافة الموت جوعا.
رحمة الله على الراحلين لدار البقاء، وشفى الله الجرحى وألهم أسرهم وأسر المتوفين الصبر والسلوان.