عن زيارة هشاش أبين إلى هشاش صنعاء بغطاء رجب

قبل أشهر.. قال حسين العزي بأنه التقى بقبائل جنوبية. 
كثير من المتابعين سخروا من كلامه حينها.. لكن يبدو أن الأمر كان صحيحا. حينها التقى بالهشاهش في الجنوب ومنهم هشاهش من أبين التي زارت صنعاء بذريعة الوساطة لإطلاق سراح اللواء فيصل رجب. 
هناك تواصل وتنسيق مستمر بين كثير من هشاهش الجنوب وهشاهش الشمال. هذه حقيقة والذي ينكرها أحمق مثل الذي كان ينكر تواصل بيت الجنيد (تعز) وبيت الريامي (البيضاء) ببيت الحوثي في صعدة قبل قبل ٢٠١٤.. وما أكثر الحمقى.
يحصل أن تتواصل القبائل فيما بينها للافراج عن المختطفين والأسرى، لكن الذي لا يحصل أن يذهب وفد من المناطق المحررة إلى صنعاء للقاء بقيادات الحوثي.. فكيف يكون الوضع إذا كان هذا الوفد هم أبناء عم عبدالملك الحوثي في الجنوب؟! عبدالملك الحوثي الذي يخوض معركة ضد اليمنيين بدافع عرقية ونتيجة تعصب عرقي عابر للمناطق والمذاهب والدول أيضا؟ 
يتعامل البعض وكأن الحرب انتهت ويتساهل مع مثل هذه الأحداث في الوقت الذي يعمل فيه الحوثي من أجل الخطوة التالية.. 
من ذهبوا إلى صنعاء أقرب لعبدالملك الحوثي من الجنوبي الذي يعيشون إلى جانبه. وذهابهم لتجميل صورة العصابة ولتأكيد الولاء والطاعة والحصول على أموال تساعدهم على النشاط في المرحلة القادمة في المناطق المحررة.
بقي نقطة أخيرة نحتاج للتذكير بها.. القيادات الحوثية عندما تقول بأنها تلتقي بالقبائل اليمنية وأنها تتلقى دعوات من اليمنيين في أرجاء اليمن، فهم يقصدون الهشاهش الموجودون في كل المحافظات. 
وعندما يقولون بأن الكاتب الفلاني العربي يؤيدهم أو معهم، فهم يقصدون من ينتمون للسلالة التي يدعون الانتساب لها في هذه الدول.. وهذا تحول تاريخي خطير يحدث لأول مرة وسيغير المنطقة إذا لم يتم التصدي للمحرك الأساسي له وهو النظام الخميني في إيران.
هو تعصب عرقي عابر للدول والمذاهب وحتى الاديان. ففي لبنان على سبيل المثال هناك من يدعون انتسابهم للهاشمية وهم يدينون بالمسيحية، وهؤلاء يقفون إلى جانب حزب الله في حربه ضد اللبنانيين.
وإذا كان الهشهشي المسيحي في لبنان يقف مع الهشهشي الشيعي، فمن الحماقة استبعاد تحالف هشاهش الجنوب مع هشاهش الشمال. وكذلك هشاهش اليمن وهشاهش الخليج.. إلا من رحم. هذا لأن هناك محرك دولي في المنطقة يرعى هذا النوع من التنسيق لتحقيق حلمهم التاريخي.