آخر تحديث :السبت-27 أبريل 2024-12:55ص

(ذاكرة العيد) محاكمة للاسلام السياسي في اليمن ...؟!

السبت - 29 أبريل 2023 - الساعة 02:29 ص

جميل الصامت
بقلم: جميل الصامت
- ارشيف الكاتب


برنامج ذاكرة العيد فتح ملفا منسيا لتاريخ الاغنية اليمنية من خلال قرع اجراس الذاكرة لاستعادة بعضا من ذلك الملف الفني الغني بمخزون وفير من الالحان والاصوات النسائية يوشك ان يطويها النسيان لصالح المنتحلين والمقلدين الجدد ،
 اعاد للناس ارثا فنيا ذكرهم بالزمن الجميل وبالعصر الذهبي للاغنية اليمنية والفن برمته ،وهي الفترة التي شهدت فيها البلاد نهضة على مختلف المسارات والصعد كان الفن مواكبا لها ان لم يكن نتاجا طبيعيا لها .
 على الرغم من محاولة المتالقة مايا العبسي اضفاء رائحة الكعك  على اللقاءات وشيئا من الجو الاجتماعي وقليل من الاعلام لكن التاريخ كان طاغيا من خلال الوقوف على تجارب الفنان الشخصية ورحلته مع الفن الذي ظل يبحر فيها خلال سنوات ذاك الزمن الجميل لينحت لنفسه اسما فنيا ،مع اتفاق شبه كامل على تاكيد حقيقة الانقلاب على الفن خارج الزمن الجميل الذي يبدأ مع ثورة ال26من سبتمبر ويتنتهي عند حدود مطلع ثمانينات القرن المنصرم ،وفي القلب من تلك الحقبة ماعرف بزمن (الحمدي )
مع نخبة من فناني وفنانات الزمن الجميل ،
ربما الاعلامية مايا حاولت من خلال برنامجها ان تطرق بابا اغلقه الاعلام الرسمي وطوى صفحة الفن من خرابطه البرامجية منذ زمن ،لاسقاطها من حسابات نظام مابعد عهد التصحيح وفق مايراه المراقبون للشان العام والفني تحديدا .
لاول مرة شاهدنا الفنانة القديرة نبات احمد ،وتقية الطويلية ،واحمد المعطري ،ومحمدالحرازي ،وقد نال الدهر من صحتهم واصواتهم ايضا .
البرنامج (ذاكرة العيد) المقدم عبر قناة السعيدة بدأ وكانه محاكمة ناجزة لثقافة التطرف التي ارسى مداميكها تيار الاسلام السياسي بشقيه الوهابي والاخواني الذي غزى اليمن لضرب ثورته وتمكن من تسيير دفة الحكم فيها مع انقلاب 5نوفمبر ،
الوهابية والاخوان لعبا دورا في هدم ثقافة العقل والتنوير ،وما رافق ذلك من تجريف للفنون ،وافساد للذوق العام ،لصالح اشاعة قيم البداوة وثقافة الصحراء على حساب قيم المدنية والتحديث ،ومناهج المعرفة ،ومتطلبات العصر .
  البرنامج لقي اهتمام واسع ، جذب الكثير لمتابعته غير ما اثاره من جدل في ذات الوقت يمكن القول انه خلص الى تحقيق نجاح في محاكمة مرحلة مابعد الزمن الجميل ...