أيوب طارش فنان عظيم، ولكنه غير مقدس على الإطلاق، فنان وطني له تاريخ عظيم، ولكنه لا يستوعب أبدًا ماذا يعني الحفاظ على التاريخ العظيم، لهذا يتعرض بشكل متكرر للإستغلال والتربح، بدءً من إشكاليات الحقوق والأرباح الفكرية، وانتهاءً بأغاني ركيكة وهزيلة. بغض النظر عن أحقيته من عدمها، ولكنه يسيء لصورته المحفورة في خيالات اليمنيين عنه وعن أعماله الخالدة، لينتهي به المطاف بأغاني ضعيفة ومتروكة وباعثة على الكثير من الشفقة.
أيوب طارش في حضوره يمثل اليمنيين جميعًا، ولكن ردات الفعل المندفعة والمتشنجة وذات النفس المناطقي تحاول تقزيمه في جغرافيا محددة، ليصبح فنانًا شعبيًا لمحافظة واحدة، فنانًا محصورًا وعاديًا ومثيرًا للجدالات العقيمة والخلافات البينية، وهذا النتاج المعقد يضر أيوب طارش جدًا ويسيء إليه أكثر، خصوصًا مع إصراره المتكرر على الظهور والعودة الفنية، ربما بدافع نفسي، وربما بدافع ربحي، ولكن القصة بمجملها لا تتجاوز محاولته الشعور مجددًا بالوجود والقيمة الذاتية، وهذا التوجه العاطفي يشجعه المحيطين به بغرض التفيد والتربح من أعماله وإسمه ومكانته.
عمومًا، لم يعد بإمكان أيوب طارش تقديم المزيد، واصراره على الغناء في عمره المتأخر يسيء إليه أكثر، ورضوخه للشعراء العابرين غباء إضافي، محاولة الأخرين إضفاء صبغة الجمهورية والإمامة في التعاطي مع المنتقدين له كما فعل خالد الرويشان، يعتبر نفخًا مسمومًا وفئويًا ومتطرفًا، وموجهًا لمكانة الفنان يأوب طارش بنَفس خبيث، ومسيء جدًا لمكانته اليمنية على المستوى الوطني الشامل.
ماجد زايد