آخر تحديث :السبت-21 ديسمبر 2024-02:30م

يمنيون يموتون جوعاً ومسؤولوهم متخمون بالترف واللامبالاة

الأربعاء - 12 يوليه 2023 - الساعة 02:17 ص

عبد الواسع الفاتكي
بقلم: عبد الواسع الفاتكي
- ارشيف الكاتب


لا خير يرتجى من سلطة ونخب لم تكتف بتمزيق الأرض، فها هي اليوم تغض الطرف عن تمزيق اليمني تحت وطأة انهيار العملة اليمنية. نحن أمام مقبرة جماعية تنتظر الشعب اليمني، وإبادة إنسانية تمارس بحق الشعب اليمني بسلاح الجوع الفتاك، وبدم بارد وبلا أدنى شعور بالمسؤولية فضلا عن الإنسانية.

تبلدت مشاعر السلطة الشرعية، لم يعد يعنيها أن ترى اليمنيين وصلوا إلى درجة من العوز لا تحتمل، ومستوى من الفقر وغنعدام لسبل العيش، غاية طموحهم البقاء على قيد الحياة ولو في الهامش.

هل تنامى لمسامع السلطة الشرعية والتحالف العربي والمجتمع الدولي خبر شعب كل يوم يقترب من حتفه؟!

يموت ببطء، وسط صمت وتجاهل مريب! هل عرفوا أن الشعب اليمني أصبح حصوله على كسرة خبز يابسة وشربة ماء نظيفة أمنية بعيدة المنال، وحلما لا يستطيع الحصول عليه؟؛

المسؤولون اليمنيون لا ينظرون  للشعب اليمني إلا بما يخدم مصالحهم  أو يشفي غليلهم من خصوم اختلفوا معهم على نصيبهم من المال أو السلطة. الشعب اليمني منحهم من الطيبة والاحترام فوق ما يتصورون، صبر عليهم فوق ما يحتمله الصبر، كان حلمه عليهم كبيرا وكبيرا، فأصابهم الغرور ، وأثخنوا فيه بجراحهم، جراج الفشل والعجز والمكر، والخداع في رقعة شطرنج امتيازاتهم في السلطة والثروة، حولوا اليمن إلى مكان يقذفون فيه نفاياتهم، وفي أحسن الأوضاع إلى ميدان يتعلمون فيه الرماية، تبلدت مشاعرهم وتجمدت ضمائرهم، لم يحدثوا أنفسهم يوما أن ينصتوا لأنات شعب سحقوه؛ لأنهم لا ينصتون إلا لشراهة نفوسهم للنفوذ والثروة.

انزلوا من بروجكم العاجية، اخرجوا من مكاتبكم الوثيرة، جربوا ولو ليوم واحد لتعيشوا معنا كما نعيش لتدركوا حجم ما يعانيه الشعب الذي تربعتم على مسؤولية إدارة شؤونه ومصالحه، وباسمه نلتم أفخم ألقاب السلطة، ومن خيراته منحتم بهرج المسؤولية. أدرك أنكم لن تفعلوا ذلك؛ لأن التخمة التي تعيشونها حالت بينكم وبين تخليق أدنى إحساس لديكم بما يعانيه اليمنيون من بؤس وفاقة.

بلغ بكم الاستخفاف بالشعب اليمني لدرجة أفقدتكم النطق، وأخرستكم حتى من تندديكم بالجوع الذي يدلف كل بيت. أي أناس أنتم؟! وأي صبر لنا عليكم؟!  حتما سيأتي اليوم الذي تغادرون فيه كراسي السلطة، وستبقى ذكراكم، وسيبقى سجلكم في الصفحات السوداء من تاريخ اليمن.