أين هي شرطة محافظة تعز مما تعرضت له امرأة من جريمة بشعة بقرية الاعرود في ريف تعز الغربي؟ أين هي المنطقة الأمنية التي تعسكر على بعد كيلو مترات عن مسرح الجريمة ومر الجناة من أمامها؟ أو هذه المنطقة متخصصة فقط في العمل كمرتزقة لصالح ميليشيات الحوثي الإرهابية.
تعرضت ميثاق محمد سعيد العردي للتصفية أمام طفليها في منزلها من قبل الجناة الذين ينازعوها على الورث. دفنت الضحية والجناة لم يتم حتى إلقاء القبض عليهم. لا تملك هذه المرأة أحد إلا من سيتضامن معها.
كل من يملك ذرة إنسانية فهو مدعو إلى الإنحياز للضحية والضغط على الجهات الأمنية التي فقدت حس المسؤولية.
لم تذكر شرطة محافظة تعز كلمة واحدة عن جريمة بشعة أودت بحياة امرأة وحيدة، كانت ضحية لجناة تجردوا من كل صفة إنسانية، وذهبوا إلى تصفيتها أمام طفليها بينما كانت تعد وجبه الفطور في ريف تعز الغربي.
صمت حتى والرأي العام هنا يكتب منذ يومين. بعد أيام ستفاجئ الناس بإعلان إنجازات أمنية، تشمل ملاحقة أطفال يملكون مسدس خرز، أو القبض على مطلق أعيرة نارية في عرس.
لن يصمت الناس على هذا الإرهاب القذر الذي ينتشر في مدينة تعز، دون أي حساب أو جهدٍ لمنعه والتصدي له.
تعز ستلفضكم يارخاص.
توسعت الجريمة المنظمة والسحل والقتل بسبب التغاضي والسكوت عنها. وغيرها، تجرى في كثير من الأحيان، تحت رعاية الألوية والقوات العسكرية.
قتلت الشهيدة ميثاق وأمام أطفالها في عزلة النويهة بريف تعز الغربي تحت رعاية ضمنية من قيادة المنطقة الأمنية، وتطوع قسم شرطة المعافر ولواء النصر لدفن القضية.
أكثر من أسبوع مر على ارتكاب الجريمة، ولم ينبس أحد بكلمة. لقد ماتت ضمائر المسؤولين في تعز: قيادة محور، وألوية، وسلطة محلية وقوى سياسية، وقوات أمنية.
حملة ملاحقة مسدسات الخرز، ملتزمة الصمت إلى اليوم. لم تقول للناس حتى ماهو الإجراء الذي اتخذته بحق قضية امرأة عزلاء ووحيدة إلا ممن سيتضامن معها.
يا اسامة الشرعبي قوة ومكانه الأجهزة الأمنية، تستمد من الإنحياز إلى المظلوم وإحقاق العدالة أياً كان مرتكب الجريمة، وإرساء الأمن والاستقرار، وليس من النجمات والبدلات العسكرية والحملات التي لا تحقق هدف. أبلغ منصور الأكحلي، أنه كان بإمكانه أن يجعل قضية هذه الضحية التي اثنين من أشقائها استشهدا وهما يواجهان ميليشيات الحوثي، قضيته، لأنها وحيدة ولا تملك أحد، والجناة هم أفراد من اسرتها، لكنهم يملكون شبكة علاقات مع قيادات عسكرية ومتنفذين، ولذلك، لم تقتربوا منهم.
لن يجد أحد الناشطات المستجدات في سوق العمل السياسي والحقوقي إلا في بازارات المزايدة، باسم الشراكة والإقصاء، أما معاناة المرأة اليمنية وما تتعرض له من انتهاكات بشعة، فإنهن بعيدات عنها جدًا.
هل شاهدتم ناشطة واحدة من هؤلاء، تحدثت عن جريمة الشهيدة ميثاق، التي تعرضت للتصفية أمام طفليها، وقام قسم شرطة المعافر ولواء النصر بدفن القضية، ومساعدة الجناة على ذلك، وعندما حاول سكان منطقة النويهة التصدي لهذه المحاولات كخطوة ضرورية لانتصار القضية، قامت أطقم لواء النصر بقمع هؤلاء أمس الجمعة.
جرى دفن الضحية دون عرضها على الطبيب الشرعي، ودون أي إجراء أمني يجب اتخاذه في هذه القضية، كما أي قضية جنائية.
وحدها الصحفية لمياء الشرعبي من تحدثت، وتحية لها.. هذه الجرائم التي تهم المرأة وتقضي على مصيرها، لا تجد الاهتمام. لأن هؤلاء، قضايا المرأة أخر همومهن، الأهم، هو مشاريع المنظمات باسم المرأة وبدلات السفر وبدلات الدورات الممولة. يذهبن إلى هذه الدورات، يلوكين الخبر كل مرة ولا مستجد فيه، بينما هناك قضايا تستحق الاهتمام لكنهن لا يعلمن عنها شئيًا، وإن علمن غضضن الطرف.
إذا كانت قد ماتت ضمائر السلطة والنخبة وكل المزايدين باسم العمل الحقوقي، فلم تمت بعد ضمائر وإنسانية المواطن البسيط. كل مواطن سيتضامن مع أخيه، سينحاز إلى جانبه بكل الوسائل المتاحة.