آخر تحديث :الجمعة-09 مايو 2025-10:27ص

من وحي غزوة شرجب ..?! 5 ايام في المعتقل ( 4 )

السبت - 12 أغسطس 2023 - الساعة 02:50 ص

جميل الصامت
بقلم: جميل الصامت
- ارشيف الكاتب


حالة سجن الاحتياط التابع لشرطة تعز تستوجب مناقشتها من عدة زوايا لعل تقرير مدى صلاحيتها تاتي في المقدمة .
 السجن الذي لاتزره الشمس لايصلح للاحتجاز وهذة حقيقة وكذا من تغب عنه اعين النيابة العامة والجهات  الصحية والمنظمات الحقوقية ايضا لايصلح كذلك.
مساحة زنزانتي السجن لاتستوعب اعداد المحتجزين غير ظروف التهوية المنعدمة حيث يحشر السجناء ويغلق عليهم في سجن داخل السجن مايجعله بيئة خصبة للاوبئة وانتقال العدوى بين السجناء .
احد السجناء قد ظهر عليه طفح جلدي ويبات في حالة (حك) لاماكن متفرقة من جسده ..
 ارضية السجن لاتعرف المعقمات ومستلزمات النظافة.
 يفترش السجناء فرشا متهالكة جدا جدا وسيئة جدا جدا وبطانيات لاتقل عن سابقاتها يجري فرشها او التحافها تركت من سجناء قبلهم في غالب الظن .
وهذة الادوات هي ايضا ممنوعة من زيارة الشمس نظرا لعدم وجود مجال لنفاذ اشعة الشمس او امكانية عرضها. 
سجن بهذة الحالة ينبغي اغلاقه ومحاسبة ادارة شرطة تعز عليه لانه يعد لا انساني ومهدد لصحة السجناء.
ثقافة المحافظة على ارث السجون الاشبه باسطبلات الحيوانات ورثناها من العهد الامامي واستمرت الى اليوم .
  جدران السجن متسخة لكنها تشكل لوحة مظالم تمتلئ بالاسقاطات النفسية للسجناء ممن جرى حجز حرياتهم لتنفيذ عقوبات خارج القانون في الاغلب .
لعل ابرز عبارة التقطها (بن ق ح ي بة هرب ولا شاجع امسكوه ..) بالاضافة الى ذكريات لاشخاص مروا بهذا المكان .
بدلا من ان يكون السجن اصلاحية لاعادة التاهيل ولو بالحد الادنى يمنع فيها القات والسجائر والشمة يمنع عن السجين الاتصال ويصادر جهازه ويجري تفتيشه بدون اذن من رئيس النيابة العامة المخول وحده بالاذن بالتفتيش. 
 مادامت الجهة المحتجزة للشخص رسمية من واجبها ابلاغ اسرته بمكان وجريمة الاعتقال وهذا حق قانوني.
 كماهو الواجب في توفير تغذية مناسبة للسجين .
تقدم للسجناء وجبتي عشاء وافطار عبارة عن فاصولياء بيضاء مسلوقة سيئة الطبخ وغير مستساغة واقراص روتي (نحيل) بواقع 2 الى 3 لكل سجين بالاضافة الى وجبة غداء عبارة عن طبيخ (بطاط فقط) وطباخة اكثر سواء ومعها قليل رز وحبات كدم بواقع كدمتين لكل سجين حجم الكدمة الواحدة كحجم (كعلة) تبيع كما وصفها البعض ..?! 
اوقصعة الصلصة القديمة للتعبير عن صغرها وضآلة حجمها.
 من خلال الوافدين للسجن من سجون اقسام الشرطة يتضح ان هناك سجون مكتظة ومخالفة لشروط الاحتجاز واغلب القضايا اشتباه وما الى ذلك .
  بدوري استغليت وجودي لتصحيح كثير من المفاهيم لدى السجناء فتقمصت دور المرشد والناصح الامين والهادي الى سواء السبيل الى جانب السياسي والحقوقي الرافض للتعسف والحجز خارج القانوني ..
حاولت اقدم تعز بصورة غير ماتكونت نتيجة ممارسة سلطة الامر الواقع .
فقد وجدت افكارا ولدتها زنازن السجن ومعاناة فشل امني بامتياز تحمل تحريضا ضد ابناء تعز في المحافظات الاخرى وان الاقتصاص من تعسفات سلطة تعز الاخوانية سيكون باستهداف  ابناء تعز انتقاما وردة فعل .
لكن ازعم اني تمكنت من تبديد مثل هذة الافكار واثبت ان هؤلاء الذين فشلوا في ادارة الشأن الامني لايمثلون تعز .
 حاولت اتقصى حالة التحقيق مع من يجري التحقيق معهم لعلي اجد تعذيبا لكن لم اجد ذلك - على الاقل اثناء تواجدي ومع من سالتهم - رغم خضوعهم لعصب الاعين اثناء التحقيق .
 اخذت ارقام اغلب السجناء وحملت رسائل بعضهم ووعدت اخرين بتبني مظلومياتهم ما استطعت الى ذلك سبيلا .
  ولا اخفي اني حرضت جميع السجناء لتقديم الشكاوي الى رئيس نيابة استئناف المحافظة لمحاسبة من قاموا باعتقالهم . وتحمس الكثثير ونصحت اخرين بعرض مظلومياتهم عبر وسائل الاعلام المتاحة حتى ينتصروا لانفسهم ويمنعوا التعسف عن غيرهم. 
  وانا اقوم بدور الاستاذ والمعلم والحقوقي والمثقف المتمرد كانت الشرطة قد منعت عني الزيارة وحرمت من العشاء الاخير في سجن الاحتياط .
وعرفت بعدها ان تهديدات طالت من قاموا بزيارتي ولم يتمكنوا .
 بعد يومين من السجن التعسفي في احتياط شرطة تعز تفاجأت بمسئول السجن يدعوني لتجهيز ادواتي للانتقال الى سجن اخر لم يكشف عنه.
حاولت التملص والتعلل بان الوقت ليل وربما هناك امر ما لكن الاصرار كان واضحا بضرورة الانتقال ..
وغادرت بوابة السجن دون ان اتمكن من وداع اصدقائي الذين التفوا حولي وبعضهم خاف ونصحني بالتخلص من القصاصات التي تحمل رسائلهم ...
 وكان في انتظاري طقم رابض  في ساحة ادارة شرطة تعز والوقت حوالي السابعة والنصف تقريبا.
حاولت اركب جوار السائق فمنعت وركبت على ظهر طقم يحمل رشاشا قيل انه يتبع الحملة الامنية .
 اسرع الطقم بي نحو ساحة الحرية مبتعدا عن اماكن الزحام وتموضع الكيمرات وتجنب الشوارع الرئيسة واخذ بي دورة كاملة بنفس النسق السابق حتى ظننت من كثرة التوجه شمالا اني قد بت قريب جدا من خط الستين .
خلال هذة الرحلة حاولت معرفة قيادة الطقم فلم يجبني احد تبادلت الحديث مع افراد الطقم - عرفت اثنين منهم - حول الوجهة لكنهم لم يفيدوني وادعوا عدم المعرفة .
 وسط محاولاتي ظن افراد الطقم اني خائف احدهم قدم مزحة اننا سنتجه الى عدن .
  حتى تم ايصالي للبحث الجنائي ..
             يتبع 5 
 
 ا