آخر تحديث :الجمعة-09 مايو 2025-10:27ص

من وحي غزوة شرجب ..?! 5 ايام في المعتقل ( 5 )

الثلاثاء - 15 أغسطس 2023 - الساعة 01:20 ص

جميل الصامت
بقلم: جميل الصامت
- ارشيف الكاتب


 انتهت الرحلة عبر الطقم الاخضر الى البحث الجنائي فنزلت من الطقم مع بطانيتي ومكثت حوالي عشر دقائق في غرفة الضابط المناوب لاستكمال اجراءات التسليم.
خلالها صادفت بعض الملاقيف  (المقعيين) ممن يعتقدون ان تعز تضاهي سافرنسسكو بس انا اخربها ..?! 
ادخلت بعدها الى السجن ليستقبلني القائمون على السجن بالضحك (مارجعك عندنا ياصامت) اكيد علي محسن الاحمر ومحور تعز ..
سلمت عليهم ..
العيش والملح مايضيع وباني لا استطيع فراقهم ..
دخلت السجن واختير لي العنبر  السادس وهو (طيرمانة) للخاصة طبعا هذة الطيرمانة هي المسجد الخاص بالسجن وهو بالمناسبة انظف مكان .
اول ما دخلت بالهندام استقبلني السجناء ومنهم باقون من فترة حبسي السابقة ليوم واحد في ال11من يوليو اي قبل اقل من نصف شهر ..
الاستغراب بدا عليهم من هذا القادم ولماذ عاود الى السجن والبعض سمع باسمي ولكنه اراد معرفتي والتاكيد على صوابية ما اتناوله وهناك من ووعد بملفات فساد وكان الامر اشبه بعمل استخباراتي خلال الصلاة او تناول الوجبات او ددخول دورة المياة (كمنو) الاجتماعات ممنوعة ..!
 اخذت موضعي في السجن وبقيت بلا عشاء في تلك الليلة حتى صباح اليوم التالي ..
 لم اهتم بذلك بقدر اهتمامي على معرفة السجناء وتفحص قضاياهم ..
اتخذت لي موضعا اراقب الوافدين والمتجولين وارصد معاناتهم واتفحص مظلومايتهم بشكل قد يكون اشبه بالعمل الاستخباري لا اواجه الشخص بما نسب اليه الا وقد جمعت حوله ما امكن من المعلومات لاتمكن من الغوص في اعماق نفسه واكشف مايديره عقله او قد يقوده تفكيره ..
فقد وجدت ان اغلب قضايا الشباب (حشيش) وهؤلاء يجري الزامهم باعمال النظافة كعقوبة ..
 ما وجدته ان الشباب ضحايا يجب التعامل معهم على هذا الاساس وينبغي احالتهم الى مراكز متخصصة للعلاج وليس الى السجون والمعتقلات .
 احد هؤلاء الشباب يؤمنا في الصلاة ومتعهد بالمسجد وهو شاب يقرأ القرآن بشكل مذهل ..
 هذا الشاب دفعني فضولي اكثر للاقتراب منه اكثر مع اني جمعت معلومات عنه خلال فترة حبسي السابقة وزدت هدة المرة .
الشاب امضى اكثر من مائة يوم في السجن بلا قضية سوى تهمة باطلة توصلت لها بالملاحظة والتدقيق والمتابعة ..
الشاب تعرض للتعذيب من قبل اركان احدى الالوية العسكرية الذي قبض عليه في المطار القديم وقام بتعذيبه ل12يوم قبل احالته للبحث.
ماتوصلت اليه ان هناك تهمتان لاتردان لمطلقيها ولا تسقط عمن تطلق عليهم.
وهما (التحوث والحشيش) اغلب شبابنا يذهبوا ضحايا لهاتين التهمتين .
والمشكلة ان من يتعامل معهم ليسوا اطباء او رجال فكر مستنير او حتى ضباط مهنين بمايكفي.
 المتحوث والمحشش كلاهما  مجرمين مع ان مثل هذة االحالات ان صحت فهي بحاجة الى علاع وليس الى عقاب.
الشاب الذي اتحفظ على ذكر اسمه اسرته في السعودية وهو من ابناء شرعب الرونة وليس له الا اخ مريض وفقير حضر مرة واحدة لمتابعته لكنه صدم عندما ساومه احد (الجهابذة) بثلاثمائة الف مقابل اطلاق اخيه .
 ساطرح قضيته (اي الشاب) على مدير البحث رأسا لتولي امره ..
 اللافت ان ظاهرة الحشيش باتت مهددة للبلاد وهي السلاح القادم للفتك بالشباب والخطر الذي يداهم الاسر ..
 وبحسب معلومات ان دولة شقيقة جلعت من اليمن مقلبا لها واعتمدت مبالغا ضخمة لاستهلاك كمية المخدرات المتجهة اليها في اليمن الذي يعاني من ويلات الحرب .
احد السجناء دخل قبل خروجي وهو رجل ريفي وبسيط جدا  كشف لي ان كمية الحشيش وضعت له داخل كيس اقراص الروتي .
والثاني سائق نقل (جونية نفاتت) فوق سيارته من المخأ ووجد بداخلها كمية حشيش.
وثالث شاب لم يبلغ ال 18تقريبا قال : مصة واحدة لحبة سجارة تبادلها مع زملائه وجدوها صدفة ولم يكن يعرف انها حشيش لحظتها ..
وقد اعترف بكل ذلك في التحقيق حد قوله ..
 انى لسلطة ضعيفة ان تحمي الشباب من فريسة الارهاب الجديد ..?! 
                    يتبع 6