تعز رافعة المجتمع المدني، وساحة للاعتصامات السلمية، تتعرض اليوم لتدمير ممنهج من قِبل سلطات الحرب التي تتقاسم جغرافيتها، حيث سعت هذه السلطات طيلة ال 9 السنوات إلى تجريد تعز من إرثها الحضاري والثقافي والإنساني، وخلق ثقافة غير إنسانية معادية للفن والجمال، والحداثة والتنمية، والقانون.
برغم من كل هذا الدمار والتشوه الحاصل للحالمة من قبل سلطات الحرب، إلا أنه لا يزال هناك نبض مدني يرفض الموت ويعشق الحياة، نبض مدني يقاوم مشروع الظلام الذي يرسل أطفال المدارس إلى الجبهات للقتال، نبض مدني يقاوم التشوه الحاصل للحياة السياسية، والمدنية برمتها التي ادت الى تحويل الحزب السياسي إلى محور عسكري، وألوية عسكرية، وتحويل الكيان النقابي الى كيان مسلح، وتحويل المدارس التعليمية إلى ثكنات عسكرية، ومراكز احتجازات غير رسمية.
على العموم، صمت المجلس الرئاسي والحكومة تجاه الوضع غير الإنساني في تعز طيلة هذه المدة، عمق من الجراح، و وسع من شرخ النسيج الاجتماعي داخل هذه المحافظة، ومعالجة الموقف لم يعد يتوقف عند تغيير قائد محور بعسكري الشيخ!!
مثل هذا الإجراء لن يطفئ غليل أبناء تعز، فالوضع الكارثي، والخراب والدمار الذي تركته قيادة تعز الحالية، أكبر مما يتصوره العقل الإنساني، وأي معالجة للوضع في تعز، تتطلب معالجة جذرية وإصلاح إداري شامل لجميع بنية المؤسسة المدنية، والأمنية، والعسكرية معاً.