آخر تحديث :الخميس-02 مايو 2024-02:21ص

مــراعيين للموت

الجمعة - 17 نوفمبر 2023 - الساعة 12:45 ص

فكري قاسم
بقلم: فكري قاسم
- ارشيف الكاتب


يوصل الواحد في اليابان  الى سن الثالثة عشرة من عمره وقده يخترع ساعة ويفصفصها على مسمار مسمار ويحسب لأيام عمره بالدقيقة والثانية .

وفي بلادنا اليمن ؛ يوصل الواحد إلى سن الثلاثين بسلامة روحه وهو والله ماله علم كم الساعة الان !ولا هو داري حتى كيف تشتغل الساعة!ولا ماهي الفائدة المرجوة من الساعة ؛ويجزع عمره كله وهو مشغول ليل الله مع نهاره بقيام الساعة !

وفي بلاد الكفار برضه يوصل الواحد الى سن الخمسين  وقد تخلص تماما من كل همومه المستقبلية ؛ وقد حقق كل أحلامه ويبدأ يتفرغ من بعد ذلك لحياته الباقية ؛ ويقضيها سفر ورحلات ومتع وصحب لتعويض مافاته من رفاهية العمر . 
وفي بلادنا المصلية على النبي الوضع غيييير ياخبره 
يوصل الواحد إلى سن الخمسين وعادوه إلا بسم الله الرحمن بادىء يشوف نفسه وبادىء يخطط لمستقبله ويشتري دباب شيطلب به الله !
واذا نفه على نفسه شويه هو والجهال وخرجوا ينفهوا بالدباب في  رحلة ليوم واحد ؛ يتنفخ ويزعل ويسوق وهو ضجران ويشعر بأنه اسرف تماما في مضيعة الوقت باشياء مالها اي داعي من أساسه ويرجع إلى البيت في نهاية الرحلة السعيدة وهو زعلان شيقرح على ضمار اليوم اللي راح من عمره من دون طلبة الله !

ومافيش سؤال يضجر باليمنيين عموما اكثر من ان تسأله كم الساعة ياخبير؟ يقولك : والله مالي علم.
ويمشي من جنبك وهو مستغرب من اهتمامك بالوقت ! 
لكن اسأله عن قيام الساعة ؟ 
شيتفلسف لك للصبح .. وشيكلمك بطلاقة عن عوالم الغيب كلها في في ظرف لحظة سريعة ؛  وستشعر وانت تسمعه بانك جالس في حضرة انسان معه مراسل في السماء ينقل له اخبار الساعة مباشرة اول باول من مكان الحدث !

اليمني بشكل خاص ؛ انسان هامشي في الحياة ؛ يعيش أيامه كلها خارج حسبة الوقت ؛ وخارج حساب الزمن ؛ وخارج خطوط المستقبل بكله . 
وعمره اللي يمشي عليه ؛ هو في حسابه الخاص مش اكثر من رصة سنين متراكمة في حصالة عمر تالف ورتيب يقضيه سنة بعد أخرى بانتظار حظوظه الجيدة في الحياة الأخرة ! 
ومالوش دخل ابدا بالحاضر ولا له أي علاقة بحياة الساعه المعاشه على وجه الارض .وقمة الإحباط لما تشوف واحد ماشي جنبك في الشارع وتسأله :
- ايش تعمل هذي الايام يافلان ؟
ويقولك بكل حماس :
- والله ولا شي .. مراعيين للموت !