خلال المفاوضات السابقة لمسودة المبادرة الخليجية في العام 2012 اقترح الرئيس السابق علي صالح أن يسلم مهامه لـ علي مجور رئيس الوزراء اليمني السابق، كونه رجل قوي وأكثر كفاءة من النائب الرمادي عبدربه منصور هادي.. وبحسب المحللين كان مجور شخصية قوية وأكثر خبرة وكاريزما من هادي، ولكن ماذا حدث؟!
اعترضت الأحزاب اليمنية والتكتلات المتراصة على الرجل، رفضوا المقترح لمجرد الاقتراح، رفضوا الأسم والشخص والفكرة، وبالغوا في الرفض، ومعهم رفضت السعودية أيضًا، ورفضت قطر والإمارات وبريطانيا وأمريكا وموزنبيق وكل الدول المتدخلة في شأن الأغبياء، لم يكونوا جميعًا يريدون رجلًا قويًا في منصب الرئيس، أطراف الداخل يخافون من الرئيس القوي على أطماعهم وأحلامهم ومناصب عيالهم في السلطة، وأطراف الخارج يخافون من وقوفه لهم وتطليقه لتوجيهاتهة واغراءاتهم وأموالهم وأنابيبهم الطويلة.
وهكذا بقينا رهناء خلف رئيس ضعيف، لا يقدم ولا يؤخر ولا يجرؤ على الظهور أو الحديث، تقسمت في عهده بلادنا وذهبت للجحيم، ودخلت معه البلاد في تعقيدات تاريخية مخيفة، وحتى اليوم بقي الواقع مرهون وفق قيادات متناقضة هنا وهناك، أما هناك فقد أعادوا تشيكل أنفسهم بشكل أكثر غرابة من هنا، أعادوا بن عوض لرئاسة الوزراء، وقبله بسنوات أزاحوا هادي وجلبوا أخر يشبه الديكورات. هذا التراتب برمته يعكس صور عجيبة عن واقع سلطة تدعي أحقيتها وشرعيتها مع انكفائها على قيادات لا تتجاوز الماضي والفشل والفساد، قيادات مجربة ومستهلكة ومرهونة وضعيفة، كأنهم لا يملكون رجلًا وطنيًا قويًا، إلى متى؟! ربما إلى أن يكتمل البعبع الكبير من الحكاية.