آخر تحديث :الخميس-02 مايو 2024-01:21م

عائشة والارهاب

الأربعاء - 20 مارس 2024 - الساعة 10:52 م

عبدالله فرحان
بقلم: عبدالله فرحان
- ارشيف الكاتب


فعلى غرار مجزرة رمضان العام الماضي المشهورة ب ( مجزرة الكبوس ) التي شهدتها العاصمة صنعاء قبل عام بقتل واصابة اكثر من 120 مواطن نتاج لتواطئ وقصور امني تسبب في تدافع الالاف من المواطنيين عند طوابير استلام الزكاة من شركة الكبوس في صنعاء ..
فما كاد الثلث الاول من ايام شهر رمضان هذا العام ان ينقضي الا ويحمل معه مجزرة ارhابية مروعة تدمي لها القلوب دما قبل ان تبكيها الجفون دمعا ولينتهي بها المطاف بان تكتفي سلطات الامن الhوثية بان تصفها وبكل بساطة بانها اتت نتاج لخطأ امني !!
مجزرة رمضان هذا العام لم تكن عند طوابير جمعيات زكوية كمجزرة العام الماضي وانما كانت بذب.ح لاطفال ونساء داخل منازلهم السكنية .
وتمثلت في واقعة ارhابية مكتملة الاركان شهدتها اليوم الثلاثاء 9 رمضان مدينة رداع في محافظة البيضاء نتج عنها مقتل واحراق وتفخيخ ارhابي لمايقارب من 20 طفل وامرأة ومواطن عاجز مقيم في منزله واصابة اكثر من 30 شخص اخر وتدمير واضرار بعدد من المنازل بعملية عسكرية همجية وحشية لا توصيف لها جنائيا وقانونيا وانسانيا سوى بانها عملية ارhابية بامتياز اقدمت وبكل وحشية على ارتكابها قوات عسكرية وامنية رسمية وبزي عسكري وامني رسمي تابعة لسلطات صنعاء الhوثي ..

صفحات ومواقع التواصل الاجتماعي نشرت اليوم العشرات من الفيديوهات التي تحكي تفاصيل عملية تفخيخ وتفجير متعمد ومقصود لمنزل او لمنازل مواطنيين في مدينة رداع مكتضة بالاطفال والنساء وتم استهدافهم جميعا بعملية ارhابية انتهت بنهيق لصرخة موت اعتادت المليشيا الhوثية على ترديدها عند كل عملية تفجير او تفخيخ لمنزل او استهداف لمؤسسة طيلة 9 سنوات صراخ للموت ..!!

فيديوهات عملية الرعب الارhابية المتداولة معظمها ضجت ببكاء مصحوب بتداول لاسم #عائشة
عائشة تلك الضحية التي استهدفت هي واطفالها واسرتها وجيرانها بتلك العملية الارhابية التي تبدو مشابهة الى حد كبير للعمليات العسكرية التي شهدتها كابول وقندهار في افغانستان ابان العمليات العسكرية لتنظيم الق.اعدة وربما اشد منها فضاعة ورعب وارhاب ..
المواطنة عائشة لم تكن بعائشة التي لدى جماعة الhوثي خصومة تاريخية ضدها تنال هي اطفالها منهم ذلك العقاب وانما كانت عائشة المواطنة ربة المنزل ابنة محافظة البيضاء ..
عائشة البيضانية لم تكن اسامة بnلادن ولم يكن اطفالها ايمن الظ.واهري ورفاقه .. وانما كانت امرأة بجانبها مجموعة من الاطفال العزل تقطن معهم منزل خاص بها وتحتمي مع اطفالها بجدرانه .. ولم يكن هناك ما يستدعي مطلقا حملات عسكرية وامنية مصحوبة بالمتفجرات واحزمة التفخيخ للمنازل للقبض عليها واطفالها على خلفية قضية لزوجها او ابنها او لاحد اقربائها ..

صحيح بان وزارة الداخلية التابعة لمليشيا الhوثي وسلطات صنعاء سارعت الى اصدار بيان ادانت فيه العملية ووصفتها بانها عنف واستخدام للقوة المفرطه وانها اتت نتاج لخطأ امني وعسكري وتوعدت بمحاسبة مرتكبي العملية . واصدرت ايضا توجيهات بتوقيف وحجز ولربما سيعقبها قرارات اقالة لعدد من المسؤلين واجراء محاكمات لعدد من الافراد .. ولكن ذلك البيان الامني وبطريقة سخيفة وبكثير من الغباء اشار الى ان تلك العملية سقط فيها ضحايا من افراد الامن وانها اتت نتاج لخطأ امني ارتكبه بعض الافراد باستخدامهم للقوة المفرطه دون الرجوع الى القيادات الامنية العليا .. وكأن ذاك البيان والتوضيح الامني نسي بان العملية لم تكن اشتباك واطلاق نار متبادل حتى يزعم بان افراد من الامن سقطوا ضحايا فيها ..!!
نسي ايضا بان العملية لم تكن نتاج لاطلاق قذائف مدفعية للرد على النيران التي هاجمت قوات الامن من داخل المنزل حتى يقول عنها بانها نتاج لاستخدام قوة مفرطه ... وانما كانت ربط للمنزل باحزمة مفخخة وكميات كبيرة من المتفجرات بعملية متعمدة ارادوا منها التفجير للمنزل وتوثيق ايضا للتفجير المصحوب بترديد للصرخة واعلان للانتصار وكأنهم ارادوا من ذاك التفجير اشباع لغرورهم بانهم تمكنوا من تفجير ميناء ايلات في اسرائيل وليس استهداف لمنزل يحتمي بجدرانه اطفال ونساء كان بوسعهم وبكل سهولة ان يقتحمونه بشرطة نسائية دون سلاح !!

اعتقد بان سلطات الحوثي الامنية بدأ من هرمها القيادي الاعلى الى قادة اطقم الحملة الامنية جميعهم متهمون بارتكابهم لجريمة الارhاب في هذه العملية كون الحملة الامنية كانت مزوده باحزمة المتفجرات ومنتهجه لعملية التفخيخ .. وبما يؤكد بان الاوامر القيادية عند الترتيب للحملة وعند خروجها كانت قد اصدرت توجيهات صريحة لتزويد الحملة بالمتفجرات وأمرتها بتنفيذ عملية التفجير للمنازل وليس لملاحقة المطلوبين او القبض عليهم ..
فالتفجير كان متعمد بناء على اوامر وتوجيهات .. وبالتالي فان اية محاكمات مقتصرة فقط على الافراد المنفذون للعملية دون محاكمات للقيادات الامنية بكافة مستوياتها فلن يكون ذاك الاجراء سوى نوع من التغطية على الجناة الحقيقيون الذين اصدروا الاوامر ..

اعتقد ايضا بان المتوجب على الرأي العام المحلي والمجتمع الدولي ككل ازاء هكذا جريمة ممنهجه ان يضع الجميع سلطات صنعاء الحوثية اجمالا في قفص الاتهام لمحاكمتها بقضايا الارhاب كون هذه السلطات ثبت على مدار 9 سنوات بانها تعتمد في حملاتها العسكرية والامنية على وسائل ارhابية باستخدامها المتكرر لاحزمة التفخيخ والمتفجرات في معظم حملاتها العسكرية والامنية التي تعمدت فيها التفجير للمئات من المنازل والمؤسسات في مختلف المحافظات .. وهو الاجراء الارhابي الذي لم يسبق لاية دولة في العالم ان استخدمته ضد مواطنيها اطلاقا ..

.. عبدالله فرحان