آخر تحديث :الجمعة-03 مايو 2024-02:36ص

لماذا فشل الشمال أمام الحوثي؟ وما الحل؟

السبت - 23 مارس 2024 - الساعة 11:23 م

حسين حنشي
بقلم: حسين حنشي
- ارشيف الكاتب


اولا بحساب بسيط في كل المجتمعات والثروات والأنظمة التسلطية هناك ما يسمى ب(الكتلة الحرجة ) التي تقوم بعمل ما ثوري او سلطوي وتخوض الشأن العام ولا تمثل حتى 10بالمئة احيانا وهنا تصبح الأرقام غرائبية في الحسبة ويبدر سؤال كبير يقول (لماذا اسرة في كوريا الشمالية مسيطرة على شعب من 27 مليون إنسان ؟)او مثلا (كيف يسطيع المعممين في ايران السيطرة على شعب 86مليون إنسان بهذا التنوع ؟)او حتى (كيف أدار البلاشفة ثورة جعلت شعب مطيعا مع انهم كانوا اقلية )ونهاية (كيف سيطرة داعش بعدها الذي يناهز الأربعين الف فقط جغرافيا وسكان بالملايين ان كان مساحة او سكان )؟.. فهل كل الشعوب والنماذج تلك مؤيدة لكل تلك النماذج السلطوية التي ذكرنا ؟..طبعا لا ولكن كل تلك النماذج السلطوية كانت هي (الكتلة الحرجة )واصبح الشعوب هنا ولنتيجة كبيرة سأذكرها لاحقا مجرد (حزب كنبة )وسواد اعظم خائف لانه بدون تنظيم وانما (هم فردي للسلامة)وبس .

ثانيا ماهو العامل الثاتي في بقاء هذه الأنظمة ؟..الحقيقة انه عامل مهم جدا وهو غياب الثقة في الخصم حامل الرؤية المقابلة لاي نظام سلطوي بمعنى وجود معرضة عسكرية سياسية اجتماعية (فاشلة وفاسدة ولا تقل سوء عن النظام السلطوي ).. وهو امر محبط ولا يجعل من الشعوب (كتلة حرجة )لعدم ثقتها فتصبح الوضعية غياب تام لتأطير الشعب ككل (في كتلة حرجة )ضخمة تقتلع النظام السلطوي وبهذا يحصل الفشل المجتمعي الكلي كما هو في الشمال حاليا فشل (قبيلي حزبي مدني فشل مجتمعي كامل )

ثالثا عندما تصل الحالة إلى الفشل المجتمعي في ايجاد (كتلة الشعب الكبيرة الحرجة )لمواجهة (كتلة الأقلية السلطوية )تصبح النضالات (فردية في شخص او منطقة او قبيلة كل فترة )فتظهر "الحالات الفردانية" هذه بطبيعة الحالة اصغر من "كتلة النظام السلوي وقدراته" فتقمع بوحشية وتهزم وهي معزولة عن الجهد العام للشعب المفترض انها ضمنه وتصبح (عبرة لمن اعتبر )وتضيف إلى قوة النظام السلطوي قوة ويصبح كل فرد وقبيلة ومنطقة تحسب أنها إذا تحركت ستدمر وحيدة دون حتى ان تجد من يبكي عليها وبهذا يترسخ الفشل المجتمعي الكلي امام (اقلية سلطوية )لم يجعل منها مسيطرة غير غياب الإطار العام للشعب اطار يثق به الشعب ويمثل امل ..

ولهذا تبقى التقلبات المجرمة السلطوية حاكمة على شعب لا يقبل بها ويعارضها ويبقى من لا يفهم التاريخ يسال :كيف لشعب تعداده 30مليون ان يحكم بهذه الطريقة من اقلية لا تمثل حتى نصف مليون؟.. والإجابة ببساطة ان النصف مليون كتلة حرجة فاعلة وان بقية الملايين لديهم فشل مجتمعي كامل نتيجة من يقوم الجبهة الاخرى ومن يصنع منهم (الكتلة الحقيقة الحاسمة )..ولكن هذا الوضع لا يستمر طويلا لاسيما كلما ازداد اجرام السلطة الظالمة ومجازرها وفسادها …

الحل ببساطة لنجاح في الشمال وكل النماذج برأيي هو :التخلص من الحامل للجبهة المقابلة وايجاد مشروع وطني يمثل امل يصنع من الشعب كل الشعب كتلة ضد كتلة الحوثي وعندها سيتغير الوضع