آخر تحديث :الأربعاء-01 مايو 2024-04:01م

الموقف الروسي والفيتو الامريكي ..?!

الجمعة - 19 أبريل 2024 - الساعة 12:57 ص

جميل الصامت
بقلم: جميل الصامت
- ارشيف الكاتب


لعله الاشد ايلاما ووقعا على الدول الغربية التي باتت تابعة للمواقف الاسرائيلية ،
ذلك هو موقف روسيا الواضح في الامم المتحدة ،المندد بالسياسات والمواقف الامريكية والغربية عموما ،من قضية فلسطين ،
عبر عنه مندوب روسيا الدائم في الامم المتحدة الذي شن بدوره هجوما واسعا على الدول الغربية خلال جلسة التصويت اليوم الجمعة على منح العضوية الكاملة لفلسطين في الامم المتحدة تغيبت عنها المندوبة الدائمة لواشنطن عمدا ،
واتهم المندوب الروسي تلك الدول بدعم حرب الابادة في غزة ،ولاتتحرك الا عندما يقتل مواطنوها ،في اشارة الى ان الموقف الغربي المتحيز والعنصري ،
مؤكدا ان اسرائيل تجاوزت عتبات الابادة الجماعية في غزة ،وجيشها يمنع قوافل الاغاثة من الوصول الى سكان غزة ،
روسيا تدعم بقوة منح فلسطين العضوية الكاملة في الامم المتحدة وتتزعم الدعوة للتصويت .
من الواضح ان محاولات طلب العضوية الكاملة تكرر ،وكل مرة يصطدم بالڤيتو الامريكي ،التي لن تر دولة فلسطين النور دون كسر شوكته ،
اذ ان الامين العام للامم المتحدة فور تسلمه الطلب يحيله الى لجنة لدراسته ،ومن ثم طرحه على الجمعية العامة البالغ عددها نحو 195دولة اويزيد .
وقد حظي الطلب بتايد غالبية اصوات الجمعية العامة ،وبحسب النظام المتبع لدى المنظمة الدولية ،يرفع قرار الجمعية العامة لمجلس الامن ،المكون من 15دولة بينها 5 دائمة العضوية ،واي فيتو من اي منها يعطل القرار .
واشنطن الدولة الاكثر في العالم استخداما لهذا الحق دعما لاسرائيل ،
وهو مايعني ان التصويت سيتم احباطه من قبل مندوب واشنطن ،ليعاد الامر الى نفس النقطة بعد دورة كاملة .
الجزائر العضو العربي في المجلس وهي تقود المجموعة العربية ،ومعها مصر والسعودية اللتان تخوضان معركة دبلوماسية لاقناع دول العالم للتصويت لدعم منح العضوية الكاملة لفلسطين .
واشنطن ومعها عواصم اروبية تقف ضد اهم التكتلات السياسية في العالم ،
من الجمعية العامة للامم المتحدة ،الى حركة عدم الانحياز ،مرورا بمنظمة المؤتمر الاسلامي ،والاتحاد الافريقي ،وصولا الى جامعة الدول العربية .
اضف اليها دول وازنة عظمى وكبرى ك روسيا والصين .
يعني غالبية سكان الارض واكبر مساحة في العالم تؤيد منح العضوية الكاملة لدولة فلسطين في الامم المتحدة .
روسيا والصين تخوضان معركة دبلوماسية في المنظمة الدولية وملحقاتها ضد سياسة واشنطن والدول الغربية وعلى مختلف الصعد لتقليم اظافر واشنطن وحلفائها ،الذين يحتكرون ثلاثة فيتوهات في مجلس الامن ،مقابل الصين وروسيا ،
واشنطن مدعومة باروبا ترى ان اليد العليا لها وقيادة العالم خصر قيها،وهذا يتطلب من الاقطاب الجديدة التواجد البحري والتوسع في المناطق الحيوية من العالم ،والعمل على طرد التواجد الامريكي والغربي من بلدان في افريقيا واسيا وامريكا اللا تينية ،ومزاحمتها في المياة الدولية في مناطق الشرق الاوسط وشمال افريقيا وشرقي الاطلسي وبحر الصين الجنوبي وجنوب شرق اسيا .
بالاضافة الى الاصطفاف مع روسيا والصين ودعم تكتل البركس ،وتحويل المزاج العام في بلدان العالم شرقا ،وتوجيه الاستثمارات نحو الشرق .
وماتقوم به روسيا نيابة عن العالم في حربها في اوكرانيا لانهاء التفرد الامريكي بالعالم وتعريضه لمخاطر الحروب والكوارث .
غير انها تعبر عن شعوب العالم الحر في المنابر الدولية ،في الانتصار لقضايا الشعوب .