آخر تحديث :الجمعة-17 مايو 2024-03:32ص

ولكم في شبوة دروس وعبر ان كنتم تفقهون

الجمعة - 03 مايو 2024 - الساعة 01:47 ص

عبدالله فرحان
بقلم: عبدالله فرحان
- ارشيف الكاتب


عند متابعتي لمستجدات الاخبار المحلية استوقفتني عدد من المقاطع الاخبارية التلفزيونية التي عملت على نقل وتغطية مراسيم تشييع جثمان فقيد الوطن #اللواء_احمد_مساعد_حسين .والذي توفي الاربعاء الماضي 29 ابريل في سلطنة عمان وتم تشييع جنازته الى مسقط راسه بمديرية نصاب محافظة شبوة .
مراسيم التشييع كانت على شقين : مراسيم رسمية عسكرية ادتها وحدات عسكرية وفق البرتكولات الرسمية وبحضور ومشاركة السلطة المحلية وقيادة محور عتق العسكري والالوية العسكرية والامن . ومراسيم تشييع شعبي بحضور ومشاركة المكونات المجتمعية والقبلية والاحزاب والتكتلات السياسية بمختلف توجهاتها وبما فيها المتناقضات السياسية جميعها وقيادات ومكونات خصوم الامس . حتى استحقت مجريات التشييع والعزاء عنوان ابرز وبنار بالخط العريض :
" تشييع جثمان اللواء احمد مساعد يوحد شبوة "
اللواء احمد مساعد احد ابرز القيادات السياسية على مستوى محافظة شبوة واحد ابرز رجالات الدولة اليمنية شغل مناصب عديدة في دولة الجنوب قبل الوحده 1990 وكان ابرزها وزيرا لامن الدولة ومحافظ لشبوة ومتدرجا في المستويات القيادية للحزب الاشتراكي . ثم تنقل بعد الوحده في عدد من المناصب وزيرا للنقل وللثروة السمكية وللمغتربين ومحافظا لريمة واخيرا عضو مجلس شورى ..ومنخرطا في قيادة حزب المؤتمر الشعبي . عضوا للجنة الدائمة للمؤتمر .

كانت له مواقف سياسية متباينة ومغايره لمواقف الكثير من القيادية في شبوة والجنوب وخصوصا المتعلقة بالوحده وفك الارتباط والانفصال و.. حتى انه في كثير من المواقف مؤخرا تم تصنيفه بالمعارض لمشاريع فك الارتباط وللمجلس الانتقالي الجنوبي وتم الصاق الكثير من الاتهامات السياسية ضده كمعادي لمشروع ابناء الجنوب .. مما جعله مثير للجدل ومحل خلاف فيما بين ابناء شبوة والجنوب ولربما لو كان عاد الى شبوة في حياته مؤخرا لممارسة دوره القيادي لانقسمت شبوة الى قسمين :مع وضد !

اعتقد بان المتتبع لمراسيم وحشود التشييع لجنازة اللواء احمد مساعد وضجيج الفضائيات وسيول برقيات التعازي سيدرك يقيننا بان شبوة الاكثر سخونه في الانقسام السياسي توحدت 100% وبشكل عملي عند تشييع جثمان فقيدها احمد مساعد حتى وصل ابناء شبوة وبمكوناتهم السياسية المتناقضه والمتخاصمه الى اعلى مراتب واحدية الاجماع السياسي والشعبي حول فقيدهم احمد مساعد فالجميع استقبلوا الجثمان والجميع شارك في التشييع والجميع ترحم على الفقيد دون ان يتجرأ احدا ان يخرج عن الاجماع او ان يرفض استقبال الجثمان او ان يتحفظ عن المشاركة في التشييع . فالجميع وفي مقدمتهم الخصوم خلف جنازة فقيد شبوة والوطن ..
وهو الشأن للعزاء الذي اقيم في القاهره بحضور الوان الطيف وخصوم الامس واصدقاء اليوم ..

لعل الشاهد في هذا السرد الطويل حول مسيرة اللواء الفقيد وتشييع جنازته في شبوة . هو ايصال رسالة لابناء اليمن اجمالا وتعز وعدن تحديدا لعلهم عند هكذا مواقف يتناسون خلافات وخصومات الماضي وليجعلوا من مصدر خلاف الامس ملهم للوحده والاصطفاف اليوم وخصوصا بعد وفاته ..دون الانزلاق نحو جاهلية امس في تعميق التشظي والخلاف وديمومية الخصومة فيما بعد الموت .. ولتكن شبوة مثالا يحتذى بها كي لا تتكرر انقسامات تعز عند وفاة فلان او فلان مجددا وما جدلية العزاء عند استشهاد الرئيس صالح وخصومات تشييع ودفن عبدالله عبدالعالم قبل عامين عنكم ببعيد . . ورحمة الله على الجميع

.. عبدالله فرحان