آخر تحديث :الجمعة-17 مايو 2024-03:32ص

أطراف صراع لا تملك قرار إنهاء الحرب

الجمعة - 03 مايو 2024 - الساعة 01:50 ص

مطيع سعيد المخلافي
بقلم: مطيع سعيد المخلافي
- ارشيف الكاتب


منذ قيام ثورتي الـ 26 من سبتمبر والـ 14 من أكتوبر واليمن تُحكم من قبل قيادات وطنية استطاعت أن تحافظ على السيادة والكرامة الوطنية، وأن تتحكم بقراراتها الداخليه والخارجية، وأن تتمكن من حل خلافاتها ومشاكلها وصراعاتها بالطرق المناسبة السلمية أو العسكرية دون أي تدخلات خارجية..

وهذا الحال لم يُكتب له البقاء والاستمرار طويلاً، فقد تغيرت الظروف والأحوال والأخلاقيات وكثرت الخلافات والصراعات والمناكفات، وتسابق قادة النخب السياسية والقبلية والجماعات الرجعية والطائفية والعنصرية المتصارعة على العمالة والخيانة والإرتزاق، وفرَّطوا بسيادة وكرامة واستقلالية البلاد، وسلَّموا مواقع القرار والتحكم بشؤون البلاد ورقاب العباد لأسيادهم في الدول الخارجية بطرقٍ مخزية ومشبوهة وهزلية،
ليبدأ العد التنازلي لمراحل الضعف والسقوط والتراجع والانحدار منذ تاريخ استعانة قادة الربيع العبري، ربيع الانتقام والاستعانة بالسلطات التركية والقطرية التى دعمت وموَّلت قادة الربيع العبري، وتحكمت بشؤون المحتجين والساحات..

ثم تدرج هذا الضعف والعجز والتخلي عن القرار الوطني وظهر بشكلٍ أكبر وأخطر عندما تقدمت سلطة وحكومة الوفاق الكارثية بطلب رسمي لمجلس الأمن تطالبه باعتبار السلطة اليمنية الشرعية قاصرة وناقصة الأهلية وغير قادرة على إدارة الجمهورية اليمنية ليحظى هذا الطلب بقبول كبير لدى مجلس الأمن الذي أصدر قراره المشؤوم القاضي بإدراج اليمن تحت البند السابع والوصاية الدولية، لتصبح اليمن منذ ذلك التاريخ فاقدة الأهلية وميدانًا لتصفية الصراعات الإقليمية والدولية، وتنفيذ أطماعها ومخططاتها التوسعية وفي مقدمتها الأطماع الإيرانية التى تمددت داخل الأراضي اليمنية عبر أذرعتها ومليشياتها الحوثية التى انقلبت على النظام، وأدخلت البلاد في نفق الحروب والخراب والدمار والموت والفقر والهلاك والمماحكات، وسلَّمت القرار في شمال اليمن للسلطات الإيرانية لتكتمل دائرة السقوط، ويصبح قرار إدارة شؤون اليمن وتحديد مصير شعبها وحل قضيتها سواءً بالطرق السلمية أو العسكرية محصوراً بأيدي الأوصياء وقادة الدول المتنفذة والممولة للأطراف الداخليه المتصارعة.